أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الأداء قبل العلاج في قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة

دروس كورونا عرت التعاطي المتوحش مع الأزمات الصحية وهناك من بقي يغرد خارج السرب ولم يستفد من الدرس

منطق لاإنساني تنحوه إدارة مستشفى “محمد الخامس” ب”الحسيمة” في تعاملها مع المرضى، مشاهد مقززة لا ترقى إلى القيمة الإنسانية التي تفرضها ثقافة الألم المعاش، والتي تقتضي الإحساس بوضعيت المرضى قبيل الحديث عن السعر في مستشفى مملوك للدولة المغربية، والأمر يصبح أكثر قثامة في مغرب الحداثة والإنسانية.

هاته الوقائع التي لا تعني إلا انحرافا عن التوجهات الهامة للدولة الاجتماعية والانسانية وعن قيم توفير الصحة للجميع، وعن القوانين الكونية التي تتحدث عن ذلك كحق إنساني يجب أن يسافيد منه الجميع دون تمييز وفي شروط إنسانية، وعدم الاستفادة من الدروس التي قدمتها جائحة “كورونا” في هذا الباب، والتي فرضت إعادة النظر في الشكل المتوحش للنظام الرأسمالي.

مواطنون من عائلات المرضى المكلومين بالمرض والقهر بالحسيمة استنكرت هذا الضرب لحق إنساني، من قبل قسم المستعجلات بمستشفى “محمد الخامس” بالحسيمة قصد العلاج.

المرضى وعائلاتهم استنكروا بشدة هذا الاعتداء على هذا الحق، شاجبين تواجد جحافل من حراس الأمن بدل تواجد الأمن الصحي، وناقلين قلقهم من هذا الوضع، وتصدي هؤلاء الحراس لمعاناتهم بالمنع لإجبارهم على ٱداء واجب الصندوق قبل العلاج.

الٱمر بعث الحسرة في نفس المرضى وأسرهم، وهو ما يعمق المرض ويزيد من شدة الألم، لأن العلاج والراحة النفسية هو المدخل للعلاج البدني.

يقذف بالمرضى في بهو الألم بقسم المستعجلات، ينتظرون المدد السلطوي قبل أن تتبخر الأحلام، فيلتجئون إلى طلب المدد الإلهي وتصريف الألم دعاء.

العديد من المواطنين، عبروا عن استيائهم الشديد وتذمرهم العميق من هذا الوضع القاتل، واصفين إياه بالارتجالي المشدد البعيد عن القيم الإنسانية وعن الدستور، الصادر في أسوٱ الأحوال عن إدارة مستشفى “محمد الخامس” الإقليمي بمدينة الحسيمة، والقاضي بتحصيل مبلغ الاستشارة الطبية المحدد في مبلغ مالي قدره 40 درهم قبل ولوج قسم المستعجلات ، لتلقي العلاجات الاستعجالية الضرورية التي لا تقبل التأجيل.

 وفي نفس السياق، وصف المتضررون قسم المستعجلات بأنه تحول من مؤسسة استشفائية إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، مع تعزيزه برجال الأمن الخاص، لمنع كل مريض لم يؤد المبلغ المالي المطلوب من الولوج إلى المستعجلات، وترك المريض يلقى الإهمال وينتظر القدر المحتوم عند بوابة المستشفى.

ووصف المتضررون هذا القرار باللاإنساني، نظرا لارتباط الوضع الصحي بالأساس بالروح البشرية، منددين بتعامل الإدارة في هذا الباب مع هاته الحالات بنوع من الاستخفاف، كما أنه موقف غير أخلاقي لكونه يتنافى مع أخلاقيات المهنة المؤسسة للصحة وللعمل الصحي، وهو ما يعري الوضع القائم ويكشف الطابع غير الإنساني لهذه الاجراءات الغريبة، حيث انه لا يعقل ان تطلب من مريض دعته وضعيته الصحية الولوج إلى قسم المستعجلات قصد تلقي الاسعافات الٱولية الضرورية، فإذا به يصدم ويتفاجأ بالمنع من الدخول الا بعد أداء واجب الصندوق.

وطالب العديد من ضحايا هذا القرار، لا سيما الوافدين على المستشفى من المناطق القروية التابعة لاقليم الحسيمة، وبالحاح شديد من الجهات المسؤولة بالتراجع الفوري عن هذا القرار الذي وصفوه ب “المجحف” في حق المرضى الذين يلجون قسم المستعجلات بهذا المستشفى وهم في وضعية صحية جد متدهورة ، وحتى وإن كانت هناك مصاريف على عاتق المريض، فيجب المطالبة بها بعد تقديم العلاج الاستعجالي له.

وفي السياق ذاته، قال أحد الفاعلين الجمعويين إن قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة لطالما يعرف الكثير من الاصطدامات بين عناصر الأمن الخاص والمرضى وعائلاتهم بسبب هذا الإجراء غير الإنساني، والذي يخالف الشعارات الرسمية للدولة المرفوعة في هذا الباب.

وأضاف ذات المتحدث أن إهمال المرضى، والتماطل في التعامل مع الحالات المرضية المعروضة، هو السمة التدبيرية الطاغية بالمستشفى، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي بالحسيمة فورا لتسوية وضعية المرضى الذين تستدعي وضعيتهم المرضية تقديم الاسعافات الأولية قبل كل شئ، رأفة ورحمة بالمرضى الٱبرياء.

التعليقات مغلقة.