الأميرة للا حسناء تضيء حفل مهرجان فاس للموسيقى العريقة
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
شهدت ساحة باب الماكينة التاريخية بمدينة فاس مساء اليوم الجمعة حدثًا ملكيًا مميزًا، إذ ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة روح فاس، حفل افتتاح الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، تحت الرعاية السامية لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله. الحدث الذي يتواصل حتى 24 مايو الجاري، يأتي هذا العام تحت شعار “انبعاثات”، ليعبر عن روح التجديد والنهضة الثقافية التي يطلقها المغرب في تقاليده الفنية وتراثه الأصيل.
وبحضور لافت ومهيب، زحفت الجماهير المغربية من مختلف المدن والجهات، بينما احتشدت الساحة التاريخية بالمشاهد التعبيرية التي جسدت عراقة الهوية الوطنية وروح الانتماء، رغم إجراءات الحصار الأمني المشدد، الذي منع التصوير المباشر للأميرة وسلط الضوء على حضورها من خلال تفاعل الجماهير وصرخاتهم التي علت، بصوت واحد، وهتافات “عاشت الأسرة العلوية”، مجسدة حب الشعب واجتهاده في التعبير عن وفائه لملكه العلوي المجيد، التي لا تخبو ألقها مع مجيء ذكرى الوحدة الوطنية وعظمة التاريخ.
لحظة زغاريد واحتفال مغربي أصيل
بعد وصولها المهيب إلى ساحة “باب الماكينة”، بزغت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء وسط حشد من الجماهير، التي علت أصواتها بالتصفيق والهتافات، وهم يهتفون “عاشت الأسرة العلوية” تكريمًا لإشرافها على هذا الحدث الثقافي الكبير. تأبطت الأميرة عباءة مغربية تقليدية، وارتدت بزغاريت مغربية أصيلة، كحضور رمزي يعكس عمق الروح الوطنية واحتفائها بالتراث والأصالة.
رغم إجراءات الحصار المشددة التي حالت دون التقاط صور مباشرة أو نقل الحدث بشكل رسمي، إلا أن الجماهير المتوفقة، سواء من النساء، أو الرجال، وأطفال الأحياء الشعبية، كانوا وقودًا لهذا المشهد الوطني الجميل، حيث تحولت الساحة إلى مسرح حقيقي يعبر عن الوحدة والتلاحم، والاعتزاز بالهوية المغربية والعرش العلوي المجيد.
حضور ملكي وما أضاءت به عيون الجماهير
وفي إطار التقاليد، تقدمت لسلامة صاحبة السمو الملكي، وفود رسمية مهمة، من بينهم وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد المهدي بنسعيد، وسفراء العديد من الدول، إلى جانب فاعلين في مجال الثقافة والفنون، مما زاد من أجواء الاحتفال الكبير.
ووسط حشد من الجماهير التي رفعت الأعلام المغربية، ونتيجة لتميز الأداء والتنظيم، عبر الحضور عن فخرهم وارتباطهم العميق بالمؤسسة العلوية، مستحضرين مظاهر العرس العلوي وروح التضامن والتلاحم، حيث تواعد الجميع على أن هذا الحدث هو تجسيد فاعل لمكانة المغرب على الخارطة الثقافية الدولية، وعنوان فخر لكل مغربي تعلو به أصواتهم.
حفل يتجاوز الموسيقى… رسالة حب ووفاء
بموازاة ذلك، أبهرت فرقة موسيقية مغربية المشاهدين بأداء متميز، إذ تناغم الفن مع التراث، وقدموا لوحات فنية استوحيت من عبق التاريخ، وألوان إفريقيا المبهرة، ضمن سينوغرافيا كوريغرافية استثنائية، عكست موضوع الدورة “انبعاثات” من الطبيعة إلى المقدس. هذا الجمع بين الأصالة والحداثة، كان بمثابة رسالة واضحة من المغرب للعالم، يعكس فيه نضجه الثقافي، ويؤكد استعداده للتجديد والبقاء في قلب المشهد الفني العالمي.
وفي كلمة هادئة، أكدت صاحبة السمو الملكي، الأميرة للا حسناء، على أن هذه الدورة من مهرجان فاس، تأتي في سياق تعزيز الذاكرة الجماعية، ونقل التراث إلى الأجيال القادمة، مبرزة أن العناية بالموسيقى والفنون هو استثمار في النهوض الثقافي، وتقوية وحدة المجتمع، خاصة في ظل التحديات.
التعليقات مغلقة.