يستعرض هذا التقرير مجموعة من الجرائم والممارسات التي ارتكبتها الأنظمة الديكتاتورية العربية. مركزًا على نظام بشار الأسد كشاهد حي على الاستبداد والتجسس على المواطنين. رغم سعي بشار الأسد لإخفاء آثار جرائمه وجرائم والده حافظ، إلا أن الثوار تمكنوا من كشف المستور. وأظهرت وثائق “طيور الأسد” الأساليب التي اعتمدها النظام في مراقبة الشعب.
عمل نظام المراقبة الذي أقامه الأسد على توثيق أدق تفاصيل حياة المواطنين. لم تقتصر عملية التسجيل على التنصت على الهواتف واختراق أجهزة الكمبيوتر. بل شملت تفاصيل حياتية بسيطة مثل مكان إصلاح السيارات. يعكس هذا السلوك الرهيب ذعر النظام من أي تحرك شعبي قد يهدد سلطته.
تظهر وثائق “طيور الأسد” كيف حول النظام المواطنين إلى شبكة عملاقة من المخبرين، حيث كانوا يتجسسون على بعضهم البعض بدافع الخوف والولاء المزيف. كان من الشائع تقديم شهادات تُعتبر “جرائم” لأدنى الأسباب، مثل ما حصل مع الطفل الذي تم اعتقاله بسبب صورة تمزقت، مما يبرز الحالة المرضية التي عاشها المجتمع السوري.
كما وثقت الوثائق حالات تجسس أسرية، حيث تم إجبار أفراد على التجسس على أفراد عائلتهم. تجسد هذه الممارسات صورة مرعبة عن الحياة اليومية، حيث أصبح من المستحيل للناس أن يثقوا في بعضهم البعض، وتحولت العائلات إلى مصادر محتملة للمراقبة.
شمل التجسس أيضًا المنظمات الإنسانية، إذ كان التعامل مع المعارضة يعتبر جريمة، مما أدى إلى اعتقال وتعذيب الأب الذي حاول تقديم مساعدات إنسانية للمحتاجين. يعكس هذا النوع من الانتهاكات كيف تم تسييس العمل الإنساني وتحويله إلى أدوات قمع وقهر.
يشكل “نظام الأسد” علامة على كيفية تعامل الأنظمة العربية مع شعوبها، حيث يتكرر نفس السيناريو تحت أنظمة مختلفة. إن مراقبة المواطنين والوسائل القمعية ليست خاصة بنظام الأسد، بل تشمل العديد من الأنظمة العربية التي تعتمد على التجسس كوسيلة لضمان بقاء الحكم وعدم استقرار شعوبها. هذه القضية بحاجة إلى تسليط الضوء، فالأمر ليس مجرد تاريخ، بل هو واقع يعيشه الكثيرون في عالمنا اليوم
التعليقات مغلقة.