أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الإحساس بالمسؤولية أساس الانتصار على Covid-19

اعداد مبارك أجروض

لقد كشفت أحدث الدراسات العالمية المتعلقة ب Covid-19أن الإجراءات الوقائية المتبعة والمتمثلة ترك مسافة مترين بين الأشخاص يقي بنسبة 97% من العدوى بالفيروس، مع ضرورة أن تكون فترة التواصل المباشر مع الأشخاص أقل من 15 دقيقة تفادياً لزيادة فرص العدوى، كما أن ارتداء الكمامات في الأماكن العامة يعد من أكثر الوسائل فعالية للحيلولة دون انتقال الفيروس بين البشر، وهذه الممارسة تعد ضرورية لوقف تفشي Covid-19، إلى جانب تبني التباعد الاجتماعي والحجر الصحي وتتبع الحالات المصابة، لحين المرور إلى مرحلة اللقاح الذي يقضي على الوباء. ومع العودة التدريجية للعمل يتطلب الأمر حرصاً مضاعفاً أكثر عند المواطنين والمقيمين، لمواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل الكمامة، والتباعد الاجتماعي، واتباع العادات الصحية في النظافة. ولفت اختصاصيون إلى أن شعور الإنسان بالخوف يكون أكثر حذراً، وعند شعوره بالاطمئنان يصبح “مسترخيا” أكثر، ما يستدعي الانتباه والوعي لتجاوز الأزمة الراهنة.

* تهاون الناس وغياب الوعي الكامل

للأسف الشديد إن ما تمت ملاحظته خلال الأيام الماضية هو ارتفاع نسبة الإصابات بالمرض، والسبب الرئيسي هو تهاون الناس وغياب الوعي الكامل من قبل البعض، وعدم اتباع وسائل وقواعد التباعد الاجتماعي، والوقاية من الانتشار، بالرغم من كل ما قامت به الدولة من إجراءات توعوية واحترازية. والمطلوب هو أن يكون هناك وعي وتوجيه كامل من قبل أفراد المجتمع المدني، فكل فرد مطالب بأن يكون مرشداً وموجهاً ومراقباً للآخرين، وإذا لاحظ أن هناك أي تقصير أو أي سلوك سلبي لنشر المرض فعليه القيام بالتوعية، والوقوف أمام كل السلوكيات الخطأ، وعدم إعطاء أي فرصة لأي شخص لإلحاق الضرر بباقي المجتمع ونشر المرض، للأسف هناك قلة من المجتمع لا يزالون حتى الآن غير مقتنعين أن هناك مرضاً خطيراً اسمه Covid-19، لذلك يجب أن يكون هناك دور كبير في توعية هذه الفئة، وتشديد العقوبة على المخالفين. فالإنسان دائماً بتركيبته الإنسانية، عندما يشعر بالخوف يكون أكثر حذراً، وتتحرك لديه كل القدرات والمهارات الدفاعية، وبالعكس، فعندما يشعر بالاطمئنان يسترخي، مبيناً أنه من هنا يمكن وصف حالات الإنسان سواء بوجود الخطر أو ببعده عنه، وحتى مع الانفتاح التدريجي للحياة كان هناك صوت دائماً ما ينادي إلى وجود الخطر، وضرورة الحذر، وأن المرض لا يزال موجوداً، وضرورة أخد كل الاحتياط.

* الأمر يتوقف على الإحساس بالمسؤولية

إن الأمر كله يتوقف على الإحساس بالمسؤولية، فهناك فئة من الناس مستهترون بطبيعتهم ولا يقدرون المسؤولية، وهذا الفرق، فالشخص الذي يتحمل المسؤولية عنده إحساس إنساني ووطني وانتماء، ويشعر بالآخرين، بالتالي هو دائماً يحاول أن يقي الناس ونفسه، وهو قادر على تحمل المسؤولية على عكس الشخص الآخر، الذي يعتبر في المقام الأول أنانياً، ووعيه قليل جداً والثقافة كذلك، هذا يشكل خطراً على مجتمع آمن، إن الأمر «فسيولوجي مجتمعي»، فهذه التركيبة للشخص هي التي تحدد كيفية تعامله وتصرفه مع الأمر، إلى جانب مهاراته في الإدراك والوعي في حجم الخطر.

* الالتزام بالإجراءات والتعليمات الرسمية

إن الأشخاص الذين يكسرون الحظر تركيبتهم بطبيعتها فوضوية، وفيها غياب للوعي المجتمعي، كما لا يوجد لديهم حالة من الاستقرار النفسي والالتزام الأدبي والأخلاقي، ولا بد أن يكون القانون حازماً معهم ورادعاً، بحيث يوقف هذه الفئة، لكيلا تسبب خطراً على الأمن المجتمعي. وانطلاقاً من الحرص على سلامة وصحة المجتمع؛ وجب الالتزام بالإجراءات وترك مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر ووضع الكمامة، والالتزام بكل البروتوكولات الصادرة من الجهات الرسمية.

* أوضاع استثنائية فرضتها جائحة Covid-19

لا شك في أن الأوضاع الاستثنائية، التي فرضتها جائحة Covid-19 تحتم على الجميع توخي الحذر والحرص على حماية أنفسنا أولاً ومن ثم عائلاتنا ومجتمعنا، وانخفاض الحالات والمؤشرات الإيجابية لا تعني أن التحدي قد انتهى، بل إن التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية، حتى وإن كان بنسبة صغيرة، يؤدي إلى عواقب كبيرة. ولا شك في أن دعم أفراد المجتمع وتعاونهم من خلال اتباع الإجراءات الوقائية والمحافظة من شأنه تسريع وتيرة التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية. إن إجراءات الوقائية التي يجب على الجميع التقيد بها تشمل تقليل فترة التجمعات إلى أقل وقت ممكن والتباعد الجسدي ولبس الكمامة، وهذه الإجراءات الثلاثة، تعد حالياً بمثابة اللقاح الفعال لمنع الإصابة بمرض Covid-19، وهو الحل الوحيد في ظل عدم التمكن من لقاح أو علاج فعال ضد الفيروس لغاية الآن.

إن 80% من الحالات التي تصاب بالمرض غالباً ما تكون بدون أعراض، فيما هناك نحو 15% من الحالات قد يستدعي دخولهم المستشفيات و5% قد يجتاحون إلى غرف الإنعاش والعناية المركزة، وبالتالي علينا أن ننصح الشباب باتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية حتى لا ننقل عدوى Covid-19 للأسرة والعائلة لا سيما أنه سبق أن تسبب شاب بنقل الفيروس إلى 48 شخصاً من عائلته منهم كبار في السن. هناك دراسة طبية صدرت في شهر يونيو الماضي، عن مركز الطب المبني على البراهين ببريطانيا، أظهرت أن ترك مسافة مترين بين الأشخاص يقي بنسبة 97% من العدوى بCovid-19، في حالة وجود تواصل مع شخص مصاب المرض وغير معروف للآخرين، وتزداد نسبة الأمان في حالة لبس الكمامة. وذكر أن الدراسة نفسها أكدت أنه في حالة وجود تباعد جسدي ولبس الكمامة، ولكن عند استمرار التواصل الاجتماعي بين الأشخاص أكثر من 15 دقيقة تزداد نسبة فرص العدوى والإصابة، يجب التأكيد على ضرورة أن تكون اللقاءات قصيرة جداً مع لبس الكمامة والتباعد الجسدي.

* الالتزام بالإجراءات الصحية واللوائح البروتوكولية

يجب علينا جميعاً الالتزام بالإجراءات الصحية واللوائح البروتوكولية التي تقرها الدولة للحفاظ على صحة الجميع، ولا يستطيع المرض أن ينتشر، ويزداد انحساراً إذا التزم الجميع. كما يجب المحافظة على هذه المكتسبات عن طريق التزام الجميع بكل ما تفرضه الدولة من لوائح وتوصيات للمحافظة على صحة الجميع، وأن تظل نسبة التعافي عالية وتنخفض نسبة الإصابة لو التزم الجميع حتى نصل جميعاً إلى بر الأمان والتغلب على هذه الجائحة الخطرة. إننا نعيش الآن مرحل حاسمة، فإما أن نصل إلى بر الأمان ونعود لحياتنا الطبيعية، ونحافظ على النجاحات التي تحققت جراء الالتزام بما قدمته الدولة أو نفقد كل ما تحقق، بسبب تهاون البعض مع المرض أو عدم الالتزام بإجراءات السلامة التي وضعتها الجهات الصحية وآنئد لن يكون أما الدولة إلا فرض الحجر الصحي.

* تحذير من التهاون في الإجراءات الاحترازية

إننا نحذر من التهاون في الإجراءات الاحترازية، وندعو عدم الاغترار بما حققناه من منجزات على جميع الأصعدة، فالوباء مازال موجوداً، بل وينتشر في مناطق عدة في العالم بكيفيات وطرق جديدة لم تكن على بال الخبراء، ونحذر من أن فتح المجال للعودة للعمل والنشاطات الرياضية والفعاليات المجتمعية، لا يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية، فحتى الآن ما زال Covid-19 موجوداً بيننا ونلاحظ أنه ينتقل بسرعة من المصابين إلى الأصحاء. وبناء عليه وجب الأخذ بكل الإجراءات الاحترازية مثل المحافظة على ارتداء كمامات والحفاظ على التباعد الجسدي، وغسل اليدين واستخدام المعقمات، فالأمر يحتاج إلى مزيد الصبر والتحمل لكي نصل إلى المبتغى الأسمى، وهو القضاء على Covid-19 بصفة نهائية في مغربنا الحبيب.

* تخفيف الجهات الرسمية بعض القيود لا يعني انتهاء الجائحة

إن تخفيف الجهات الرسمية بعض القيود لا يعني انتهاء الجائحة، فإذا ما تم إهمال الإرشادات الموصى بها، قد تكون العواقب وخيمة، لذلك ننصح المواطنات والمواطنين دائماً بأخذ كل الإجراءات الاحترازية بعين الاعتبار، وعدم التهاون فيها مطلقاً، وذلك لضمان سلامة كل المواطنين والمقيمين على أرض الدولة المغربية.

* عوامل النجاح تعتمد على جهود أفراده

لا شك في أن نجاح أي مجتمع في أي مجال يعتمد على جهود أفراده، كما يعتمد على حسن الإدارة والتخطيط، فالجهود الهائلة والإمكانات الكبيرة التي وضعت للسيطرة على هذا الوباء وتلافي أخطاره، لا تعني بحال من الأحوال إمكانية تقاعس أفراد المجتمع عن القيام بواجباتهم في هذا المجال، إن الأمر ينبغي أن ينظر إليه بعكس ذلك، حيث يتوجب على الأفراد بذل جهود متناسبة مع هذه الإمكانات المبذولة، بدءاً من الالتزام بالتعليمات، والحرص على وسائل الوقاية، وصولاً إلى الإخبار عن أي أعراض قد يعانون منها، مروراً بعدم التأثر بالشائعات والحذر من تداولها.

التعليقات مغلقة.