أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الإستشراف المستقبلي للمدونة الأسرية: رؤية جلالة الملك محمد السادس

بقلم الأستاذ محمد عيدني

 

إن تحقيق التوازن بين القيم التقليدية والمتغيرات الاجتماعية العصرية يتطلب رؤية استراتيجية بعيدة المدى، وهو ما تجلى بوضوح في الاجتماع الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للقضاء على التحديات التي تواجه المدونة الأسرية المغربية.

خطوات حاسمة نحو التحديث

لقد مرت عشرون عامًا على تطبيق المدونة الأسرية الحالية، وقد أثبتت هذه الفترة الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في بعض بنودها. تأتي هذه الجلسة الاستثنائية لتعكس إرادة جلالة الملك في النهوض بالأسرة المغربية.  وتعزيز حقوق الأفراد داخلها، مما يتوافق مع متطلبات الزمن الحديث.

الدور الفعال للمؤسسات

تعتبر مراجعة مدونة الأسرة فرصة ذهبية لتفعيل دور المؤسسات المعنية. حيث جاء تقرير الهيئة المكلفة بمراجعة المدونة ليكون بمثابة خارطة طريق . ترتكز على مقترحات متنوعة تراعي تطلعات المجتمع. ويعكس إشراك المجلس العلمي الأعلى في هذه العملية التزام المملكة بنهج الاجتهاد والتطور الفقهي المنفتح.

تأكيد على الوسطية والاعتدال

لقد أكد جلالة الملك، في كلمته، على ضرورة انفتاح التشريعات على احتياجات المجتمع، مع الحفاظ على الثوابت الدينية. إن التوجه نحو السعي لتحقيق التوازن بين حقوق الأفراد وضمان استقرار الأسرة يمثل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك في تحقيق تجديد حقيقي يتناسب مع قيمنا الإسلامية.

تعزيز ثقافة الحوار

الحوار هو المفتاح لنجاح هذا الإصلاح، حيث يُعدّ منصة لتبادل الآراء والاقتراحات بين مختلف الفئات، مما يسهم في فهم أعمق للاحتياجات الأساسية للأسرة المغربية. إن الاستماع لصوت المجتمع يؤكد على التوجه الملكي في تفعيل الديمقراطية التشاركية.

آفاق جديدة للمدونة الأسرية

إن المراجعة المرتقبة للمدونة الأسرية ليست مجرد تعديل قانوني، بل هي دعوة لتغيير ثقافي شامل، يعمل على تعزيز قيم الاحترام المتبادل والمساواة. إن هذه الإصلاحات ستساعد لا محالة في بناء مستقبل مشرق للأسرة المغربية بأسرها، تحت قيادة حكيمة لجلالة الملك محمد السادس.  الذي يثري المجتمع برؤى صائبة وإصلاحات جذرية تضمن للأجيال القادمة حياة كريمة ومستقرة .

التعليقات مغلقة.