” الإصلاح و التحديث بمنطقة جبالة”
ذ. البشير البونوحي
يعتبر استحضار الإصلاحات التي همت منطقة جبالة، فسحة تاريخية، يتجدد من خلالها اللقاء مرة أخرى مع هذه المنطقة فيما اضطلعت فيها من أدوار مهمة وحاسمة في تاريخ المغرب الحديث، وانطلاقا من الواقع الذي فرضته عوامل داخلية وأخرى خارجية على منطقة شمال المغرب، اضطر معها المخزن إلى القيام بإصلاح هياكل دولته المتهالكة والعتيقة.
انصب اهتمام هذه الدراسة على موضوع “الإصلاحات” بمنطقة جبالة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وذلك في أفق إبراز التاريخ المغربي بهذه المنطقة وتناوله بما يستحقه من البحث والتحليل، باعتباره إرثا غنيا بالأحداث، جديرا بالتنقيب والتمحيص. ولأنه يسعف في رؤية المغرب من زاوية ثانية، من خلال الوقوف على معطيات ومؤهلات عديدة من مظاهر حضارته، بل وهو المجال الذي عُد القلب النابض لمغرب القرن 19 وبالأخص في النصف الثاني منه، لما عاشته وشهدته المنطقة من أحداث وتقلبات دفاعا عن وحدة المغرب في كليته.
وسعيا إلى الإجابة على الإشكاليات التي تطرحها هذه الدراسة، ارتأى الباحث معالجة الموضوع في ثلاثة أبواب كبرى يتصدرها تقديم عام، وتنتهي بتركيب أو استنتاج، هذا بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة وملحق.
فجاءت المقدمة راصدة لأهم العناصر التي يقوم عليها كل بحث أكاديمي من تنصيص على الموضوع وأهميته والإشكالات التي يطرحها.
وتناول الباب الأول، الإصلاح في منطقة جبالة، السياق والمقومات.
وخصص الباحث الباب الثاني للنواة الصلبة للدراسة والمتمثلة في موضوع الإصلاحات على مستوى البنيات التحتية والارتكازية والاجتماعية.
واستأثر الاهتمام في الباب الثالث، وبنوع من التأني والتروي، على الأبعاد الأمنية والتواصلية والإدارية والمالية في محاولات الإصلاح التي همت منطقة جبالة، متعرضا في متنه لمجهودات المخزن المغربي في هذا الشأن وهو يشتغل بين سندان دعاة الإصلاح ومطرقة القوى الاستعمارية المتربصة.
التعليقات مغلقة.