الإعلان عن تقارب بين ” فتح ” و”حماس” يبعث الأمل مجددا في إنهاء الانقسام وتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجة سياسة إسرائيل
بعث الإعلان، نهاية الأسبوع الماضي عن تقارب بين حركتي “فتح” و ” حماس” الفلسطينيتين، على إثر جهود مصرية، والموافقة على الدخول في حوار لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية، الأمل مجددا لدى العديد من الأطراف، في إنهاء حالة الانقسام وتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة سياسات الإحتلال الإسرائيلي.
كما أحيا الإعلان، عن إجراء مباحثات منفصلة بين الرئيس المصري وكل من رئيس الوزارء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني، على هامش أشغال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا بنيويورك، الأمل في المساعي الحثيثة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل إلى “حل عادل وشامل” للقضية الفلسطينية وفقا لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
وعزز هذا الأمل، الترحيب الذي لقيه التقارب بين حركتي “فتح” و ” حماس” الفلسطينيتين وإقدام هذه الأخيرة على حل لجنتها الإدارية (حكومة حماس) في قطاع غزة، وموافقتها على الدخول في مسار للحوار لتحقيق مصالحة وطنية، حيث أكدت العديد من الأطراف أن هذه الخطوة، تكتسي أهمية في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة السياسات العنصرية للإحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الأطار، رحبت مصر التي توسطت بين حركتي “فتح “و “حماس” لتقريب وجهات النظر بينهما، بموقف الحركتين وما أبداه وفداهما اللذين استضافتهما القاهرة من استجابة للجهود المصرية والتي تأتي في إطار حرص مصر على وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
كما أكدت مصر استمرار جهودها واتصالاتها مع الرئيس الفلسطيني، وكافة القوى الفلسطينية بما يخدم المصلحة العامة والقضية الفلسطينية.
وفي نفس الإطار، أعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن ترحيبه بقرار “حماس” حل حكومتها في قطاع غزة، و موافقتها على الدخول في مسار للحوار لتحقيق مصالحة وطنية، مؤكدا ضرورة اغتنام جميع الأطراف لهذه الفرصة لاستعادة الوحدة وفتح صفحة جديدة للشعب الفلسطيني، واستعداد الأمم المتحدة لدعم الجهود المبذولة في هذا الصدد.
من جهته، أعرب رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، عن ترحيبه بهذه الخطوة التي وصفها ب “الإيجابية والمهمة” والتي “تساهم في تهيئة الأجواء، وصولا لحوار فلسطيني وطني شامل، وخطوة على الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
وأكد أن الخطوة التي قامت بها حماس “تكتسى أهمية كبرى في مرحلة بناء الثقة، ونبذ الخلافات و تمثل ورقة قوة للموقف الفلسطيني، ونزع ذرائع وخطط وإجراءات اسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال، لبدء عملية سياسية جادة وحقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية”.
كما أعربت جامعة الدول العربية، أمس الاثنين، على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط، عن ترحيبها بالتطورات “الإيجابية والهامة” التي يشهدها الوضع الفلسطيني.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، محمود عفيفي، إن ابو الغيط، اعتبر أن “كلا من حركتي (فتح) و(حماس) قد اتخذتا الموقف الصحيح بإعلاء المصلحة الفلسطينية العليا، وطي تلك الصفحة التي ألحقت أشد الضرر بالقضية الفلسطينية، وتسببت في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني وبالذات في قطاع غزة”.
وتابع عفيفي، أن الأمين العام أكد على أهمية تفعيل الإعلان الذي صدر، أول أمس الأحد، بتمكين حكومة الوفاق الوطني من استئناف عملها في القطاع، والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بالإعداد لإجراء الانتخابات العامة، مؤكدا على ضرورة “عدم تفويت الفرصة كما حدث في السابق، وأهمية التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتسامي عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل من أجل ترجمة المصالحة في صورة يستشعر المواطن الفلسطيني أثرها في حياته اليومية”.
وخلص البيان، إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أكد أن إنهاء الانقسام سوف يشكل “مأزقا لحكومة اليمين الإسرائيلي التي طالما تذرعت بوجوده للاستمرار في المماطلة والتسويف وإفراغ أي عملية سلمية من مضمونها”، مشيرا إلى أن الموقف الدولي لفلسطين سوف “يتدعم”، وأن المساندة الدولية للقضية الفلسطينية العادلة ستكتسب “زخما جديدا كان قد فقد منه الكثير على مدار سنوات الانقسام”.
وفور إعلان حركة “حماس” يوم الأحد الماضي عن حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة والموافقة على إجراء انتخابات عامة، ودعوتها حكومة الوفاق الفلسطينية برام الله ، إلى “القدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا” ،أكدت هذه الأخيرة استعدادها للتوجه إلى قطاع غزة وتحمل مسؤولياتها، معتبرة أن قرار حماس هذا “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
كما أجرى اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني، تم التأكيد خلاله، على الأجواء الايجابية التي سادت الساحة الفلسطينية، بعد اعلان الحركة حل اللجنة الإدارية والترحيب بقدوم حكومة التوافق الوطني، لممارسة مهامها في قطاع غزة وصولا الى اجراء الانتخابات العامة وبدء الحوارات الثنائية والفصائلية في القاهرة بشأن ملفات المصالحة.
وأفاد بيان لحركة ( حماس ) وزع أمس في القاهرة، بأن رئيس المكتب السياسي للحركة ،أكد العزم على المضي قدما في خطوات انهاء الانقسام، بهدف توحيد الشعبين الفلسطيني في مواجهة المخاطر والتحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية، متمنيا للرئيس محمود عباس، النجاح في ترسيخ الرسالة السياسية المؤكدة على ثوابت وحقوق الشعبين الفلسطيني خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت مصر، قد احتضنت يوم الجمعة الماضي، إجتماعات منفصلة مع وفدين فلسطينيين الأول من حركة “فتح ” برئاسة مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد ، والثاني من حركة “حماس ” برئاسة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية.
وفي سياق هذه التطورات الجديدة، جاء الإعلان اليوم عن إجراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مباحثات مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش أشغال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك في إطار الجهود المبذولة دوليا من أجل استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وكانت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، قد توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
وقال علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في تصريح صحفي،اليوم الثلاثاء، أن الرئيس السيسي بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إحياء عملية السلام.
وأوضح أن الرئيس السيسي أكد خلال هذا اللقاء، على الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل إلى “حل عادل وشامل” للقضية الفلسطينية وفقا لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة، مبرزا ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية.
وأضاف علاء يوسف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعرب من جهته، خلال هذا اللقاء، عن تقديره لدور مصر “الهام” في الشرق الأوسط وجهودها في إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني، مواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يمكن حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهامها في كافة الأراضي الفلسطينية.”
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني أعرب، من جهته عن تقديره وامتنانه لجهود مصر “الصادقة ومساعيها المقدرة” التي ساهمت فى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مشيدا بدور مصر “التاريخي” في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من “ثبات واستمرارية”.
وأشار إلى أن عباس أبرز أيضا الأجواء الإيجابية التي أصبحت تسود الساحة الفلسطينية عقب إعلان حركة “حماس” عن حل اللجنة الإدارية والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في قطاع غزة وصولا إلى إجراء انتخابات عامة، مضيفا أن السلطة الفلسطينية عازمة على المضي قدما في خطوات إنهاء الانقسام سعيا لتوحيد الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القضية الفلسطينية.
كما جرى لقاء، اليوم الثلاثاء، بين الرئيس الفلسطيني، والأمين العام لجامعة الدول العربية، تم خلاله بحث آخر التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها الخطوات الجاري اتخاذها لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فإن الرئيس الفلسطيني عرض أهم التطورات الأخيرة في ملف المصالحة الفلسطينية وما ينتظر من خطوات قادمة بهدف تفعيلها، وأهم نتائج الاتصالات التي أجراها مؤخرا مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة بهدف وضع الحكومة الإسرائيلية أمام مسئولياتها ودفعها للعودة إلى استئناف العملية السياسية، مشيرا إلى الانعكاس الإيجابي لتحقيق المصالحة على الموقف الفلسطيني دوليا خاصة في ظل مزاعم الطرف الإسرائيلي حول خروج قطاع غزة من سيطرة السلطة الوطنية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن أبو الغيط، شدد على أهمية العمل خلال المرحلة المقبلة من أجل اتخاذ المزيد من الخطوات التنسيقية والتنفيذية على المستوى الجماعي العربي من خلال جامعة الدول العربية من أجل توفير المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودفع الأطراف الدولية لممارسة ضغوطها على الطرف الإسرائيلي للوفاء بالتزاماته واحترام قرارات الشرعية الدولية.
وفي السياق نفسه، حثت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، المجتمع الدولي على تحويل دولة فلسطين إلى حقيقة، مؤكدة “وجود فرصة قائمة على أساس الشرعية الدولية في حال كان المجتمع الدولي جاهزا والإدارة الأمريكية حازمة في أمرها”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن “فلسطين حصلت في 29 نونبر عام 2012 على إجماع دولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، ونحن حريصون على حث المجتمع الدولي لتحويلها إلى حقيقة”.
وأضاف، قبيل الاجتماع المقرر بين الرئيس الفلسطيني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك غدا الأربعاء “فإن الاجماع الدولي، لا بد أن يؤتي ثماره الحقيقية بدعم دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وستكون مسيرة سياسية جادة وصعبة”.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد اشتية قد صرح أمس الاثنين، بأن عباس سيطالب ترامب بإعلان التزامه بحل الدولتين لإنجاح الحديث الجاري عن استئناف جدي لعملية السلام التي يرفض العودة إليها “تحت نيران” الاستيطان، كما سيطالب باتخاذ خطوات عاجلة لتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة في مقدمتها القرار 181 بما يضمن قيام دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
نور الدين الزويني
التعليقات مغلقة.