أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الإنتفاضة الشعبية في خبر كان

للأسف ؛ تعرف الساحة العربية غياب وعي بالقضية و ما يقع من أحداث بفلسطين و سوريا و اليمن و العراق … لا يمكنه أن يحدث في أحسن الأحوال لدى الأوساط الشعبية إلا مجرد انفعالات لا ترقى إلى مستوى الوعي الكامل بما يقع . أضف أن الفئات الشعبية تمت أدلجتها ، كما تم إفراغها من شحناتها الإيجابية و تم تدجينها و تهجينها ، و من تم ؛ لا تعي بأنها يمكن أن تقود غضبة شعبية أو انتفاضة حقيقية فتساهم في التغيير ، كما أنها لا تريد أن تصير تجارب سورية  أو عراقية ، لأن الأبواق الرسمية تسوق إليها فشلها وما آلت إليه ، حتى تكون المشاهد المتكررة وسيلة لإحباط الفئات الشعبية و طريقة لإخماد فورتها . هذا من جهة و من جهة أخرى ؛ لا تعي بأنها بالأول و الأخير قطب الرحا و يمكن أن تشكل ضغطا على الحكومات في اتجاه تدبير الأزمة التي ستطالها عما قريب ، و لن نكون مستثنين من أن نستهدف من جديد … كما أن غياب مجتمع مدني فاعل و إعلام قوي يمكنهما أن يقودا كوكبة التغيير ؛ يزيد من تفاقم الوضع  ، أضف أن الخصوع  لتدبيرات البنك الدولي تجعلنا جميعا حكومات و شعوبا تحت رحمة اللوبيات الحاكمة ؛ و لن نتمكن من الخروج من المأزق ، ليبقى المشهد السياسي العربي مشهدا مشتتا و منقسما على نفسه تارة بين فصائل سياسية متناحرة أو مذاهب دينية متضاربة  أو تخضع لقانون المصلحة و  سياسة انا و من بعدي الطوفان ، فتضيع القضية وسط التناحر و التضارب و قانون المصلحة و ما يستدعي من محاباة للنظم الحاكمة و المسيطرة و مهادنة إسرائيل و التطبيع معها و لو على حساب دول الجوار . فتنتعش مع الوضع حكومات تابعة و موالية لأنظمة الفساد . إذ لا تكاد تتجاوز  دور الحارس الأمين ضد كل انتفاضة شعبية ممكنة .

نادية الصبار

التعليقات مغلقة.