الاذاعات الخاصة بالمغرب : الوجه الآخر للتهريج ورداءة المضامين وفشل الارتقاء بالذوق العام للمستمعين
سمير الماروني
اصبح الأداء المهني للإذاعات الخاصة بالمغرب موضع تساؤلات كبيرة في ظل سكوت النخب المثقفة الوطنية عما يجري بعد أن استفرد بعض من المهرجين من خريجي بعض معاهد الدرجة الثالثة ،وبمستوى لا يتجاوز البكالوريا زائد سنتين بالأمر ، فتحولوا إلى نجوم في التفاهة وفي اداعات لا يعرف خطها التحريري ، بعد أن بينت فشلها في تنزيل الأهداف التي كان يرمي إليها قرار تحرير الفضاء السمعي البصري ومنها ضمان جودة المضامين والارتقاء بالذوق العام للمستمعين وخلق المنافسة الشريفة ما بين مكونات وسائل الإعلام.
سوق استثماري لحزمة من البرامج التي لا قيمة لها من ناحية الشكل والمضمون ّ، برامج لا يخجل منشطوها من تقديم أنفسهم على أنهم صحفيون وهو ماكان قد أشار إليه عميد الاداعة الوطنية رشيد الصباحي، في دجنبر 2019 لدى حلوله ضيفا على الطلبة الباحثين بالسنة الثانية من ماستر الطفولة بالمعهد الملكي لتكوين الأطر بالرباط (مادة التنشيط الإعلامي والرقمي)، مع أن غالبية هذه الإذاعات الخاصة تعتمد بالأساس على موارد بشرية تفتقد للمؤهلات المهنية الضرورية والخبرة التكوين اللازم مع سيادة ثقافة الارتجال وافتقاد غالبيتها للمردودية المهنية المطلوبة مناشدا الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) إلى مضاعفة جهودها في تنظيم وتقنين هذا القطاع انطلاقا من الصلاحيات التي خولها لها المشرع قانونيا.
برامج تدعي أنها اقرب إلى الشعب وبسم الشعب تتكلم تحولت إلى ناطق رسمي باسم رؤساء بعض الجمعيات والجماعات الترابية و الإقليمية ومنهم من لا زال تحت المتابعة القضائية بل والدعاية الفجة لشركات بعينها ، واستعمال لغة عنيفة اقرب من لغة الشارع ، إن العلة الكبرى ليست في المستضافين فقط، بل بأولئك الطارئين على الإعلام والمنشطين ممن حولوا البرامج التي أصبحت منابر للتسقيط وللبذاءة والشتائم واللغة الهابطة في الحوار، عوض أن تكون هادفة تخدم الوعي والإنسان المغربي وتخرجه من وكان حريٌ بالمجلس الأعلى للصحافة والهاكا أو أي سلطة تنظم هذه الوسائل أن تضع شروطاً مهنية للبرامج ومقدميها، وأن تسأل عن تاريخ ممولي تلك الاذاعات وبرامجها بعد أن تحولت إلى أبواق للدعاية والاستعراض النرجسي، ناهيك عن دورها في إشاعة السفاهة والثرثرة الفارغة والتهييج الطائفي والعنصري.
التعليقات مغلقة.