يعاني معظم الشباب في عصرنا الحالي من الاكتئاب والميول إلى العزلة والوحدة، بسبب الضغوطات النفسية والاجتماعية المتراكمة منذ الصغر التي تزود العقل الباطني للبعض منهم للتفكير في الانتحار أو تطبيق الانتحار.
إذ تعتبر الأمراض النفسية الغير المرئية الأخطر مقارنة بالأمراض الجسدية الظاهرة، فالمعاناة الصامتة هي الأكثر خطورة، كقنبلة مؤهلة في أي لحظة للانفجار، بدون سابق إنذار.
الاكتئاب أو مرض العصر يتأسس داخل محيط خاص به ليرسم حدوده على الشخص، ويسجنه وسط متاهة لا مخرج لها، وهذا راجع لعدة أسباب منها: اجتماعية واقتصادية وسياسية، فتلك النظرة الدونية للأمراض النفسية والجروح الداخلية هي التي تؤدي بأرواح العديد من الزهور العمرية إلى ملاذها الأخير.
ونظرا لمنظومتنا المجتمعية والثقافية، فسياسة الأمراض الداخلية لا منطق لها في عقول المغاربة. مما يؤدي إلى صراع بين الفئات العمرية داخل الأسرة والعائلة لعدم تقبلهم لفكرة أن ابنهم أو ابنتهم تحتاج لأخصائي أو دكتور نفسي تهرع إليه في لحظة من الضعف والاحتياط لمسمع ينصت لها.
ففي مجتمعي لا قيمة للكسور الجوفية ولا مكان لها للمناقشة، فجل المواضيع تسرد وتوصف داخل البيوت، المقاهي، الحمامات والشوارع، حتى وسائل النقل تكتب فيها سيناريوهات وحكايا مختلفة تروى، لكن المعضلة الكبرى أن القليل من ينبش في مثل هذه المواضيع الحساسة والمهمة، وقد تجد الكل ينظر له نظرة خبل وجنون.
فأعيدوا الهيكلة لنظام القوقعة الجمجمية لديكم، فالأمراض النفسية حبل مشنقة حول عنق صاحبه قد تؤدي به في أي لحظة إلى ما لا يحمد عقباه، فبتقبلنا للمشكلة نجد الحل بإذن الله.
التعليقات مغلقة.