أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الجزائر: “تبون” يعيد تدوير الوعود الانتخابية المتآكلة والشعب يرد بهاشتاغ “حقي_أولا”

بقلم: المداني افريني

 

بقلم: المداني افريني

 

 

انطلقت، الخميس الماضي. الحملة الانتخابية الرئاسية الجزائرية، المقرر إجراؤها في 7 شتنبر المقبل. وسط أجواء من اليأس والإحباط لدى عموم المواطنين. الذين يشككون في جدوى هذه الانتخابات. فيما يعتبرها الكثيرون محسومة النتائج مسبقًا.

 

 

المرشح “عبد المجيد تبون”، الذي يخوض الانتخابات الرآسية كمرشح حر شكلا. لكن واقعيا يلقى دعما واضحا من الجيش المتحكم في كل شيء داخل البلاد.

 

 

وخلال هاته الحملة، ظهر “تبون” مترددًا في توزيع وعوده الانتخابية. محاولا الترويج لإنجازاته خلال ولايته الأولى. في ظل معاناة الشعب الجزائري المتطلع لحلول واقعية لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة بسبب سياسات النظام الفاشلة.

 

 

وفي ظل خلو برنامجه الانتخابي من اي جديد. لجأ “تبون” لإعادة تدوير وعوده السابقة. معلنا تمسكه بالالتزامات الـ54 التي سبق أن قدمها خلال حملته الانتخابية السابقة، عام 2019.

 

 

وعود لم تعد تقنع المواطن الجزائري. لفراغ إنجازات الولاية الأولى. كما أنها لم تعد تقنع، ولا أن تنطلي كأكاذيب على عموم الشعب. حيث أصبح الشارع الجزائري يشكك أكثر في قدرة “تبون” على تحقيق أي تغيير حقيقي.

 

 

ولتبرير فشل ولايته الأولى. عاد “تبون” للعزف على وتر التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية. مثل جائحة “كورونا” والحرائق التي اجتاحت بعض الولايات. وهي أوراق مكشوفة ومتآكلة. لأن الأمر يتعلق بتدبير سياسي واقتصادي واجتماعي منتهج، أنهك البلاد وأدخلها في دوامة من الأزمات.

 

 

فالمبررات المساقة لم تعد تجد لها صدى كبيرًا لدى الجزائريين الذين يعتبرون أن المشاكل الهيكلية التي تعاني منها البلاد تعود للسياسات غير الفعالة للنظام القائم.

 

 

في مواجهة حملة تبون الانتخابية التضليلية الفارغة من حلول للشعب الجزائري. أطلق الجزائريون حملة مضادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. عبر هاشتاغ “*حقي _أولا*”. والذي أطلقه عمال الإدماج المهني الذين كانوا قد تلقوا وعودًا بحل مشاكلهم خلال الولاية الأولى. وهو ما يعكس مستوى الإحباط الواسع المسيطر على الشباب الجزائري. والذي يتساءل عن جدوى هاته الانتخابات في ظل شعور متزايد بأن التغيير الحقيقي بعيد المنال.

 

 

وفي هذا الصدد. عبر شبان جزائيون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. عن استيائهم من الوعود المتكررة والفارغة المقدمة. ما جعلهم يقفون عند مفترق الطرق. متسائلين عن مستقبلهم في ظل نظام لم يلبِ أيًا من تطلعاتهم حتى الآن. ورغم هذا الإحباط، يبقى الأمل في التغيير دافعًا للمشاركة المحدودة في الانتخابات المقبلة.

 

 

والسؤال المركزي المطروح لدى عموم الشعب الجزائري هو عن الجديد الذي ستحمله هاته الوعود؟ وعن إمكانية تحققها على أرض الواقع؟ أم أنها ستظل مجرد وعود بباغوية تعيد تكرار نفس الوعود السابقة.

 

 

وتبقى الشكوك قائمة في موضوع ما ستأتي به من إنجازات حقيقية.لإيمان غالبية الجزائريين بأنها مجرد أرقام وعود أخرى للقائمة الطويلة من الوعود السابقة. والإخفاقات التي يمكن أن ترشح لتدخل غمار سباق الأرقام القياسية.

التعليقات مغلقة.