أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الباكالوريا في مهب الريح.. أزمة الثقة تتعمق في منظومة التعليم المغربية وسط ظواهر الغش والانتهاكات

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

نشرَت جريدة أصوات شريطَ فيديو يُظهِرُ حالةَ اليأس وانعدام الطموح عند العديد من طلبة الباكالوريا، حيث بدت عليهم علامات الإحباط وعدم الأمل في مواصلة مراحلهم التعليمية. تكررَ المشهدُ بشكل مألوف، مع تَركِيزٍ واضح على أن كثيرًا منهم لا يملكون الرغبة أو الحلم في التَمَّمِ في دراستهم، وهو أمر يُعد خطيرًا يُهددُ مستقبلَ منظومتنا التعليمية.

هذه الحالة تعكس أزمة عميقة تعصف بالنظام التعليمي، وتُبرز مدى تراجع الثقة بين الطلبة والأطر التربوية، وأيضا بين المجتمع والأجهزة التعليمية. يصور هذا الفيديو واقعًا مريرًا يكشف عن ضعف الروح المعنوية، ويُبيّن أن اليأس استشرى بين أوساط الشباب، حيث يرى الكثير من الطلبة أن الدراسة لم تعد وسيلة لتحقيق سمعة أو مستقبل زاهر، بل مجرد مهمة مملة تعيق طموحاتهم واحتياجاتهم.

وفي ظل هذا الواقع، برز مشهد الامتحانات كمرآة حقيقية للأزمة، حيث أدى ضعف الثقة إلى انتشار ظاهرة الغش والانتهاكات، ما أدى إلى تملص الكثير من الطلبة من مسؤولية التعلم، وزاد من تشويش صورة الامتحان كمحطة قياس حقيقي لمستوى التعليم. وتخطت الأمور حدود المألوف، فدخلت منظومة الامتحانات دائرة الشك، وأصبح من شبه الطبيعي أن يُنظر إلى نتائجها كمرادف للفساد أو تزوير.

وفي ظل هذا، تبرز مطالب عديدة بإعادة النظر في المناهج، وتطوير طرق التدريس، وتعزيز مستويات التحفيز، بالإضافة إلى ضرورة محاربة جميع أشكال الغش التي باتت تشكل ظاهرة مُخيفة، تهدد أساسات مدرسة تتميز بالمصداقية والنزاهة.

كما أن تعطّل الطموحات، وضعف الارتباط بالمستقبل، ألقى بظلاله على معدل التكوين المستقبلي، وجعل الكثير من الطلبة غير مهتمين بالمراحل الدراسية العليا، رغم الإنجازات والفرص التي يمكن أن توفرها لهم منظومة التعليم. فغياب الحوافز وتفشي اليأس، أدى إلى أن يركن الكثير منهم إلى خيارات غير مُجدية، مما يهدد بكوارث مستقبلية لا يمكن أن تُستهان بها.

وفي نهاية المطاف، لا بد من الوقوف عند مسؤولية الجميع — من وزارة التربية والتعليم، إلى المجتمع، إلى الأسرة — للبحث عن حلول عاجلة تُعيد الثقة، وتزرع في نفوس الطلبة الأمل، وتوجههم نحو مسار تعليمي يليق بمستقبل البلاد، ويحقق طموحات الأجيال الصاعدة. فالمستقبل ليس ببعيد، وإذا لم نتحرك بسرعة وحكمة، فسنجد أنفسنا أمام وضع أكثر مأساوية، يضر بكرامة النظام التعليمي ويهدد استقرار المجتمع بأكمله.

التعليقات مغلقة.