أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

البروليتاريا الرقمي….

الحسين لعنايت

-عندما يبني النحل شهده فالعملية مكتوبة في جيناته… لكن بالنسبة للانسان “هومو سابيانس” عندما يريد بناء حجرة يقوم اولا بعملية التصميم في عقله…. بمعنى ان كل “قوة عمل” عند الانسان ترافقها “قوة معرفة”…. فالعديد من الاقتصاديين المعاصرين يعتبرون ان العامل في وحدة صناعية (في اطر النظام الراسمالي)يصرف له مقابل مادي يمكنه من اعادة انتاج “قوة العمل” كما دقق في ذلك كارل ماركس في منتوجه الضخم في علم الاقتصاد “الراسمال اعتمادا على ما انتجه سابقيه من علماء الاقتصاد.


– حسب الدراسات الفيزيولوجية والبيولوجية فعقل الانسان يستهلك ما يقارب 20 بالمائة من حاجياته الاستهلاكية…. ويعتبر العديد من الاقتصاديين المعاصرين ان كل “قوة عمل” مرفوقة بالضرورة ب “قوة المعرفة” والعامل في الوحدة الراسمالية لا يصرف له اي مقابل عن تلك “قوة المعرفة” …. وهكذا يفسر بعضهم انقراض “الصناعات التقليدية” امام الصانعات العصرية التي تنافسها في السوق لكون “قوة المعرفة ” في النظام الراسمالي بخلاف ما كان به معمولا في الصناعات التقليدية التي تعتمد على مفهوم “المعلميّا”.


– البروليتاري الرقمي هو ذلك العامل الذي لا يبدل “قوة العمل” لكنه يبدل “قوة المعرفة”، والعامل الرقمي لا تربطه اي عقدة بالوحدة “الصناعية الرقمية”… لكي يحصل البروليتاري الرقمي على مقابل يعيد به انتاج “قوة المعرفة” لابد وان يحصل منتوجه “فيديو” على قدر معين من المشاهدات… لهذا نجد ملايين “البروليتاريين الرقميين” عبر العالم يبدلون مجهودا عقليا للحصول على “البوز”… هذا النوع من “البروليتاريين” مختلقين عن “البروليتاريا” التي تحدث عنها ماركس وانجيلز… وهم اقل مرتبة من لمبن بروليتاريا”…. هم فاقدين للكرامة كل شيء عندهم مستحب للحصول على البوز… يفشون حيالتهم الشخصية…. يلتجؤون للسب والشتم…. لا يحترمون حياة الناس… عامتهم فاقدة للانسانية…. هذا ما وصل اليه التطور الراسمالي …. يتوجه بالانسان نحو البربرية.


– كل الاراء وكل الميولات التي توزع على وسائل التواصل الاجتماعي تترقبها برامج “الذكاء الصناعي” لبييعها للشركات الصناعية لانتاج “اشهارات موجهة” حول منتوجاتها التي توفرها “الوحدات الصناعية” بمعنى ان “البروليتاريا” بالمفهوم الماركسي هي التي تؤدي ثمن “البوز” للبروليتاريا الرقمية…. كما ان كل الاصوات وكل الصور والفيديوهات التي تنشر على مواقع تستغل لتطوير برامج “الذكاء الصناعي” فلا غرابة ان يصبح “كوكل” و “فايسبوك” اكثر الشركات الاحتكارية في مجال “الذكاء الصناعي او الاصطناعي” لكونها يستحود على عدد لا يستهان به من المعلومات (اصوات، صور، ميولات) تستثمر في انتاج برامج “التعلم اعميق بواسطة شبكات الخلايا العصبية الصناعية”

التعليقات مغلقة.