في أول رد فعل لها على التقارب المغربي الإسباني وتصريح “مدريد” باحترام السيادة الوطنية المغربية ودعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، شنت جبهة “البوليساريو” الانفصالية، هجوما كاسحا على رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز.
الهجوم قاده ممثل ما يسمى جبهة “البوليساريو” في إسبانيا، عبد الله عربي، من بلاغ أصدره، انتقد فيه ما صدر عن حكومة “سانشيز” خلال الاجتماع رفيع المستوى المنعقد بالرباط بين الجانبين المغربي الإسباني، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، معتبرا أن مدريد “خضعت” للرباط.
هجوم جاء عقب تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والذي قال فيه إن “مدريد” ستتجنب ما يسيء للمغرب وسيادته، في إشارة إلى موقف “مدريد” من قضية الصحراء المغربية.
وأوضح ممثل الانفصاليين بمدريد، في تصريحات نقلتها شبكة الإذاعة والتلفزة الإسبانية العمومية، أن “سانشيز” وحزب العمال الاشتراكي الاسباني وعدد من وزراء حكومته، يُعارضون ما أسماه “القوانين الدولية”، من خلال إصرارهم على دعم المغرب في قضية الصحراء المغربية.
ونقل ممثل جبهة “البوليساريو” قلق جبهته واندهاشها من تعهد البلدين باحترام مجالات السيادة الخاصة بهما بشكل متبادل، وما يحمله هذا التعهد من دلالات سياسية، مضيفا أن “البوليساريو” غاضبة من الإشارة إلى أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب، معتبرا أن مدريد بهاته الخطوة “تحاول إرضاء المغرب”، انطلاقا من كون الموقف المغربي الرسمي أصبح يربط تحسن العلاقات مع مدريد بالموقف من الصحراء المغربية.
واعتبر “العربي” أن التقارب المغربي الإسباني تم على حساب جبهته وفكرها الانفصالي، ناقلا انزعاجه من هاته الخطوات حيث قال “أشعر بالأسف من أن مؤسسة مرموقة مثل معهد سرفانتس ستفتح مكتبها لها بمدينة العيون”.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أعلن من الرباط، على هامش الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع المغرب وإسبانيا، أن مدريد لن تتراجع عن موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما عكر مزاج الانفصاليين وبطبيعة الحال الجزائر التي واجهت التقارب المغربي الإسباني بسلسلة من القرارات الانتقامية.
إلا أن ما أثار غضب جبهة “البوليساريو” الانفصالية هو تصريح “سانشيز” الذي أدلى به لصحيفة “إلموندو” الإسبانية والذي قال فيه إن الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، ستعملان مستقبلا على تجنب كل ما يسيء إلى بعضهما البعض، خاصة في القضايا السيادية، والذي يعني ابتعاد “مدريد” مستقبلا عن اتخاذ أي موقف معاد للمغرب ولوحدته الترابية.
وللإشارة فإن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا الذي اختتم أشغاله أمس الخميس، قد أثمر التوقيع على 20 اتفاقا في مختلف المجالات بين البلدين، والتي تهم مجالات مكافحة الهجرة السرية، محاربة الارهاب، التعاون الاقتصادي …الخ.
التعليقات مغلقة.