دعا مشاركون في ورشة تشاورية ،مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء ،إلى إنشاء مرصد جهوي للتنمية الثقافية على مستوى الإنتاج والفعل الثقافيين يهتم بإصدار تقرير سنوي. وطالب المشاركون في الورشة التشاورية الثانية حول “الحق في الثقافة والتنمية الثقافية لجهة الدار البيضاء-سطات”، التي نظمها منتدى المواطنة بتعاون مع مجلس جهة الدار البيضاء- سطات وبدعم من فريددريش نومان، بإعداد مقترحات لتفعيل برامج وسياسات النهوض بالتنمية الثقافية على المستوى القطاعي.
كما اقترحوا، في هذا اللقاء التشاوري الذي يعالج آليات ومجالات التعاون والشراكة بالجهة، صياغة مدونة للتنمية الثقافية، و إعداد قانون تنظيمي للفاعل الثقافي، مع العمل على دعم جميع الإطارات المؤسساتية والقانونية الموجودة سلفا، ومراجعتها وإغنائها.
وشددت الورشة على ضرورة إنشاء آلية مستقلة للتنمية الثقافية على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، وتطوير الآليات القانونية والتنظيمية والمؤسساتية والموارد البشرية والمادية لتنمية الإبداع والإنتاج الثقافي بالجهة.
ومن أجل تمكين الحق في الثقافة للشباب طالب المشاركون بتشجيع الإنتاج الفني والثقافي الموجه للشباب، مثل “قسيمات القراءة” (شراء الكتب)، تذاكر مجانية أو بأثمنة تفضيلية للدخول إلى المسرح أو السينما أو الحفلات الموسيقية وغيرها، مع دعم مشاريع الشباب على مستوى العرض الثقافي الرقمي (سينما،فيدو،موسيقى تشكيل).
كما حث اللقاء على دعم الحق في الولوج إلى الثقافة وإنتاجها وتسويقها، على مستوى المدرسة والجامعة، وأيضا على مستوى فضاءات التربية والتكوين الأخرى، فضلا عن تحفيز الشباب على إنشاء قنوات ثقافية رقمية، وتمكينهم من المرافقة والدعم.
ومن أجل تعزيز الشراكة بين الجهة والجمعيات الثقافية، طالب الحاضرون بإرساء آلية تشاركية وتشاورية بين مهنيي الثقافة على المستوى القطاعي والفاعلين المؤسساتيين على مستوى الجهة والفاعلين المدنيين، مع تأهيل ودعم الجمعيات الثقافية للقيام بأدوارها في التنمية.
وطالب المشاركون ،كذلك، بتوفير بنيات ثقافية مناسبة ومتعددة ومتنوعة (مركبات ثقافية ورياضية وفنية وعلمية، معاهد ومختبرات ومحترفات وورشات ومتاحف ومكتبات وخزانات) وتشجيع الناس على الإقبال عليها بأعداد كثيرة.
وبعد أن شددوا على أهمية إبداع طرق جديدة لاستغلال الفضاءات والساحات العامة لدعم وتسويق الإنتاج الثقافي والفني (معارض، عروض الشارع)، دعا المشاركون إلى إنشاء مجالس في العلوم والفنون والآداب تتبنى وضع أسس للعمل العلمي والثقافي.
من جانب آخر دعت الورشة إلى تقييم الإرث الثقافي للجهة عن طريق إحيائه و إدماجه في المنظومة الثقافية الوطنية، مع الحرص على إعادة المكانة للتراث الشفاهي واللامادي الذي يعتبر كنزا للإبداع وبوصلة الفنان المحلي.
التعليقات مغلقة.