ستراسبورغ فرنسا / الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون
مدخل :
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام و نور طريقنا به للهداية منذ نعومة الأظافر, لقد أوصى الإسلام منذ فجر بزوغ إعلان الرسالة المحمدية التي آمن بها الشباب اليافع, الدين الذي أوصى بفئة الشباب لأنها فئة غالية تهم الأمة غاية الإهتمام، والتي تعتبر المصدر الأساسي لنهضتها ومنبع حضارتها، ومقصد آمالها بعد الله سبحانه وتعالى، والدرع الواقي الذي تعتمد عليه في الدفاع عن كيانها ووحدة صفوفها ودينها، والذود عن حياضها، وفي تحقيق أسمى أهدافها.
و للعلم أن معشر الشباب هو ثروة الأمة بكاملها وذخرها ورصيدها، وعدة مستقبلها بعد الله، فللشباب تاريخ حافل ومسيرة مشرفة في محافل الأمة الإسلامية، الذي كان له دور مشرف في حمل لواء الدعوة الإسلامية، وصنع حضارتها، ولكن الناظر لأحوالنا اليوم يجد القصور الشديد من قبل الشباب في السير على ما سار عليه سلفنا الصالح، من تعظيم لشعائر الإسلام، والإقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أصبحت بعض مجالس الشباب الآن مليئة بالمخالفات الشرعية الكثيرة التي يتوجب على الجميع إصلاح ما فسد وأتلف منها.
يذكر أن بعض الشباب يقع في أمور تحتاج إلى توجيه وتنبيه، ومعالجتها بما يمكن من وسائل وإمكانيات كل وقدرته، ومن بين ذلك كثرة الكلام البدئ, المخل بالحياء من سب وشتم في حياته اليومية، وللأسف أن بعض الشباب تعود لسانه على ذلك حتى صار عادة عنده لا يمكن الإستغناء عنها. والتي يعتبرها ويراها حرية وحق من حقوقه الشخصية المخولة له قانونا بحكم تواجده في بلاد حرية الرأي ببلاد الغربة بأرض المهجر الني لا حسيب ولا رقيب فيها لسلوكيات الشباب و مرافقته وتوجيهه للطريق الصحيح القويم و فالوالدين بات في حيرة من أمرها إن نهى وتدخل للمنع ونهر إعتبر ذلك تحرش لفظي وإن قوم وضرب عوقب بتهمة الإعتداء الجسدي وما شابه ذلك هلم جر حفظنا الله وإياكم من كل شيء.
ضف على ذلك أن بعض الشباب هداهم الله يرتدي ملابس بصور مخلة وفاضحة، دون تنبيه ولا توجيه من طرف الجميع وذلك خوفا من ردة فعله وتهجمه على ناصحه. والبعض يقوم بما لا يليق بالفتى الشاب المسلم من ظلم وإعتداء وذلك من كثرة ما يتابع من قنوات فضائية مفسدة التي تدعي الحرية والإنفتاح، مما جعله يتأثر بما تبثه من سموم قاتلة ويقلدها التقليد العمى دون حسيب ولا رقيب, وفتاكة وكل ذلك للتهاون والإهمال من طرف الجميع أسر وأهالي ومؤسسات بكل مستوياتها.
مقدمة /
واليوم الحمد فباب الصحوة والتفتح على تعاليم ديننا الحنيف و رجوع شبابنا لحضائر المساجد ومجالسها، عاد لرشده وبات ملازما لبيوت الله مواظبا للصلاة وللنشاط المسجدي بكل شغف و صدر رحب وبحب منقطع النظير, كما أثبتت المشاهدات المتكررة لوفود الشباب في كل المحافل و المناسبات لحضور النشاطات المقامة بالمسجد.
والجديد المفرح المبهر اليوم هو قيادة الشباب بأنفسهم لمجالسهم وتأطيرها وتنشيطها وإطرائها بما يجدون به بكل ما أتيحت الفرص لهم. فرص غالية جد ثمينة.
والذي يذكر في مجالس الشباب والإشادة بها اليوم , بل الإفتخار بها, هو كون الشباب اليافع هو من يختار بنفسه موضوع أمسيات مجالسه كما وضح لنا ذات أمسية فضيلة الشيخ خليلو سيلا مرافق ومؤطر الشباب. فهو ينتقيها بنفسه بعناية ودقة تماشيا والواقع الملموس المعاش في كل شيء من الحياة العامة للفرد خاصة في بلاد المهجر بأرض الغربة والتي باتت حياة سيف ذو حذين فتاك لمن لا يحسن حمله فما بال من لا يحسن إستعماله.
نشاط أمسية نهاية الأسبوع لمجالس شباب مسجد ستراسبورغ الكبير:
ومن بين الأمسيات التي دعينا لحضورها والتقرب من شبابها في حظيرة المسجد ورحابه, أمسية أختير لها موضوع التحرش وما أدراك ما التحرش لما يحمله من كوراث وأضرار بكل المستويات والمصطلحات, موضوع من إختيار منشط الجلسة الطالب الجامعي الأستاذ آنس ماجد كما لقبناه .الفتى المتألق , رئيس جميع طموح شباب ( ( Ambitieux Jeunesse الجمعية الفتية المنشاة من الشباب والمؤطرة منهم بأنفسهم والتي لنا عودة لها في موضوع خاص مستقبلا إن شاء الله.
فككل أمسية وإنطلاق فعاليات المجلس أفتتح بتلاوة عطرة جماعية بإدارة وإشراف فضيلة الشيخ خليلو سيلا, وبتقديم المنشط والتعريف به للحضور بالرغم أنه غني عن التعريف فالمعروف المشهود لها لايعرف به .
إنطلقت الأشغال من طرف المنشط الشاب آنس في تقديم المحاضرة والتعريف بالتحرش أشكاله, أنواعه ومسمياته وأصنافه المتعددة. ما هو التحرش وما سببه.
عينات أنواع التحرش :
وما نوقش وإتفق عليه بإجماع على سبيل المثال لا الحصر أنواع التحرش التالي والتي أختيرت كعينات للمناقشة والدراسة.
التحرش الجسدي ,البدني, التحرش اللفظي, الأخلاقي, التحرش الجنسي , التحرش النفسي , التحرش المعنوي , التحرش الإيحائي ,التحرش التعبيري, التحرش بالنظر و التحديق, التحرش الكتابي أو الرسمي والتحرش الإستفزازي.
آثار التحرش:
حاولت العديد من المجتمعات في جميع البقاع إخفاء ظاهرة التحرش بشتى الطرق وتحجيمها بكل الوسائل، كونها من الظواهر السلبية ذات السلوك المنحرف المقزز الذي لا يشرف المجتمع عامة والشعب خاصة. الظاهرة المشينة التي تنخر صفوف المجتمع وتزعزعها، إلا أن هذا الأمر بات صعبا، بل مستحيلا بعد أن ظهر الأمر على السطح وخرج للعلن خاصة بعد التكور التكنولوجي وسرعة النشر بسرعة النار في الهشيم وبروز أحسن الوسائل التقنية لوسائل التواصل الإجتماعي والرقمة وما سابه ذلك من إلكترونيات و غيرها، الأمر الذي فضح الجميع بدون إستثناء ولا توقع.
مخاطر آثار التحرش على المجتمع:
ومضة من الكارثة / أدت ظاهرة التحرش إلى حالة من الخوف لدى الشخص المتعرض له والمعتدى عليه بالخصوص وعدم الثقة وعدم الشعور بالأمان من الآخرين والميل للعزلة والإنطوائية والإبتعاد عن الجميع لاسيما الأهل والأصدقاء وعالم المحيط به سواء المدرسة الشارع أو العمل التهرب بالتنكر في غالب الأحيان والإختفاء كلية. خلق نوع من الشعور بالضعف والعجز وعدم المقدرة على مواجهة الآخرين والتهرب منهم، وجعل الشخصية تتحول تدريجيا إلى شخصية إنهزامية. مما يعرضها إلى بعض الإصابات بعض الأمراض الصحية، الجنسية، والنفسية والبسيكولجية وفوبيا وما يترب عنها من خوف وإكتئاب و حزن. وختماها بنتائج بعلامات بارزة وواضحة وووووووغيرهم.
أسئلة عرضت للنقاش:
من خلال المحاضرة و ما عرض بها من خطوط عريضة أهداف و مفاهيم تم اختبار الأسئلة التالية :
ماهو هدف المتحرش – ما خين تائج التحرش – من تأثر من تنمر التحرش الإلكتروني – أخي يتعرض للتحرش ماذا أفعل – كيفية إكتشاف المتحرش – هل التحرش أمر فتاك لا مفر منه-
مداخلات:
فقد أكدت المدخلات لجموع المشاركين إناث و ذكور على أهمية مثل هذه المحاضرات والمبادرات الشبانية الهادفة، رافضين رفضا قاطعا الصمت المجتمعي حول ظاهرة التحرش بكل أشكاله وأنواعه وإنكار وجوده، إذ يعتبر من أصعب ما يواجه المجتمع برمته عامة والشباب خاصة في عال حياته اليومية، لأن الكثير لا يتحدث عنها بالرفض والمواجهة ولا يعمل على منعها والتصدي لها ، كما أشاد الشباب المشارك لكلا الفئتين يجب التعريف بها كونها من المواضيع الخطيرة ويجب التشجيع على المشاركة في هذه النشاطات العلمية المفيدة الهادفة التي سيساهم محتواها ومضمونها في كسر حاجز الصمت المطوق للقضية و يزيح الستار عنها. ويكشف للعالم لمعالجتها والقضاء عليها من جذور قلاعها حسب الإمكان كل وقدرته وإستطاعته فالله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و تغير الفرد من حال نفسه الأمر الضروري المطالب به.
هذا وتمكنت المشاركات في المحاضرة من توجيه أسئلة متنوعة وتساؤلات هادفة تم نقاشها بعمق. كما طالبت المشاركون بمزيد من هذه المحاضرات، التي من شأنها أن تساهم في رفع وعي الشباب الفكري الحسي وبالتالي يمكنهم التعامل مع مثل هاته الظواهر والحديث عن مثلها في أوساط مجتمعنا.
رأي بإجماع:
بالاضافة للمداخلات أجمع المشاركين على تشديد خاص والتنديد بجرم التحرش، على أن ظاهرة وما تشكله من إعتداءات ومخالفات، من مضايقات. ليست مرض لا نفسي ولا عضوي، والتي تنفذ في حق الجميع إناث وذكور على حد سواء، والتي تنفذ في مجتمعاتنا بنسبة كبيرة على يد أحد أفراد العائلة والأقارب والمقربين ومما بات جد مقلق. يجب التصدي له والتحدث عنه والعمل على منعه من خلال القيام بالحملات التوعوية التحسيسية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف الذي يرفض الظلم كون أن التحرش ظلم في حق الفرد ومحاربته وفقا لتعاليم التربية السليمة ومبادئ وأخلاقيات سلفنا الصالح من الأبناء والتي في الأساس تحترم حقوق الانسان.
وبإختام الفقرة الأولى للمحاضرة والمداخلات بعد صلاة العصر. تم الرجوع للفقرة الثانية من الأمسية والتي كانت في شكل مجموعات, حلقات مشكلة من عشرات الحضور في شكل مجموعات برئاسة كل من فضيلة الشيخ حليلو سلا والشيخ سي أيوب و المحاضر آنس ماجد عن جانب الذكور, أما عن الإناث فكانت لكل من الأخوات حبيبة و غيرها, كل واحدة من المجموعات تناقش موضوع من الفقرات المقترحة لشرح أسباب ظاهرة التحرش والخروج بتوصيات ومقترحات يستفاد بها وتكون ورقة طريق عمل لشبابنا المفدى مستقبلا، بحيث أتيحت الفرصة للجميع إناث و ذكور و ضيوف وإعلاميين بحيث قد تم عرض بعض المعطيات والمعلومات الجد المقلقة للحالة المنتشرة هنا وهناك. والتي لا ينجو منها أي كان من أفراد المجتمع.
أمسية إستغرقت قرابة الثلاثة ساعات من الوقت الثمين التي لا تمل و لا يمكن الإستغناء عنها لما لها وبها من فوائد جمة تصب في قالب تكوين و تأطير شبابنا حفظهم الرحمن. شباب مفدى يفتخر به ويعول عليه و يمكن الإعتماد عليه في قيادة القاطرة و تسير زمام الأمور و إستلام المشعل مستقبلا بين أيدي آمنة بكل ثقة وآمان, شباب لا يخاف منه ولا عليه, شباب أختار بيت الله وطريق الله و السير على نهج خطى السلف رحمهم الله.
وختامها مسك ككل أمسية في جوف متناسق صوتا وعددا لكلا الفئتين على وقع أنغام السماع الصوفي بالتصلية والتسليم على الحبيب المصطفى وبالصورة الإعلامية التذكارية أسدل الستار على الطبعة على أمل اللقاء مجددا الأسبوع القادم إن شاء الله.
التعليقات مغلقة.