التدخل الأمريكي وتصعيد الصراع الإيراني الإسرائيلي: هل يطفئ التوتر أم يشعل العالم من جديد؟
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق مع توجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية استهدفت منشآت نووية إيرانية، في محاولة للحد من التهديدات النووية التي تلوح في الأفق. إلا أن هذا التدخل لم يمرّ دون رد فعل من الجانب الإيراني، حيث ردت بصواريخ ومسيّرات أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، وأجبرت سكان تل أبيب على النزوح إلى المخابئ، في مشهد أصبح مرعبًا بعد أن كانت المدينة تعتبر من أكثر المناطق تحصينًا في المنطقة.
لكن الحقيقة المرّة أن الحرب الحقيقية ليست بين إيران وإسرائيل فقط، بل هي صراع أوسع بين الولايات المتحدة وإيران، لطالما تضررت منها إسرائيل، التي أصبحت الآن عُرضة لمخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها. فإيران، بدعمها المستمر للفلسطينيين، تُشعل شرارة التوترات، ومع التدخل الأمريكي الذي زاد النزاع اشتعالًا، أصبحت المنطقة على حافة أزمات أعمق وقد تؤدي إلى تبعات دولية خطيرة.
ورغم محاولات المجتمع الدولي، عبر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتهدئة الأوضاع، إلا أن التدخلات الدبلوماسية لم تكن ناجعة، حيث شهدت المنطقة انسحابًا تدريجيًا للدول الكبرى من مواقفها المتوازنة، وترك المجال للنزاع يستعر بلا قيود. إذ أظهرت تصريحات الدول المختلفة أن مبدأ التحفظ والتحكم في استخدام القوة يسود، في حين أن إيران تُطالب الآن بعقد جلسة طارئة لمواجهة ما تعتبره انتهاكًا لسيادتها من قبل واشنطن وتل أبيب.
أما عن التبعات، فهي على قدر كبير من الخطورة، حيث أن تصعيد المواجهة يهدد أمن الخليج ومضيق هرمز، وربما يمتد ليؤثر على الاقتصادات العالمية، فيما تسعى إيران لرد الصاع صاعين، معلنة عزمها على الاستمرار في مواجهة ما ترى أنه عدوان مباشر عليها. بينما تبدو أمريكا، من جانبها، وكأنها أطلقت ماردًا غاضبًا لن يستطيع السيطرة عليه بسهولة، مؤدية بذلك المنطقة والعالم إلى حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والخطر الداهم.
وفي النهاية، تبقى التساؤلات مفتوحة عن مسار هذا الصراع المشتعل، هل يستطيع المجتمع الدولي إعادة الأمور إلى نصابها، أم أن المنطقة على وشك انزلاق أعمق في دوامة من العنف والدمار قد تغير وجه المنطقة والعالم بشكل كامل؟.
التعليقات مغلقة.