أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التدخين وصحة الفم

إعداد د. مبارك أجروض

يعتبر التدخين أحد الأسباب الرئيسة لسرطان الفم والحلق، فضرره لا يقتصر فقط على تلون الأسنان والتهابات اللثة، بل يتعداه إلى الأورام التي قد تكون وخيمة. وترتفع مخاطر الإصابة بسرطانات الفم إذا كان الشخص المدخن يشرب الخمر أيضا. يؤدي التدخين إلى تقليل تدفق الدم في اللثة والأنسجة الداعمة للسن مما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب. كما أنه قد يغير طبيعة البكتيريا الموجودة في Plaque bactérienne على الأسنان، ويزيد عدد البكتيريا الأكثر إضرارا بالأسنان. كما أن التهابات اللثة تسير بشكل أسرع وأكثر حدّة لدى الأشخاص المدخنين مقارنة بغيرهم.

لأن التدخين يؤدي إلى نقصان تدفق الدم في اللثة، فقد لا تظهر على لثة المدخن العلامات التحذيرية الأولية المصاحبة لالتهاب اللثة مثل النزف، بل يتطور المرض بسرعة إلى مراحل أكثر صعوبة، بينما يظن المدخن أن أسنانه بخير. ويدرك معظم الناس الآن أن التدخين ضار بصحتهم، إذ يمكن أن يسبب العديد من المشاكل الصحية المختلفة، وفي بعض الحالات يمكن أن يسبب بعض الأمراض المميتة، ومع ذلك فكثير من الناس لا يدركون الضرر الذي يسببه التدخين للفم واللثة والأسنان.

* التدخين ومشاكل الفم والأسنان وتتضمن

ـ رائحة الفم الكريهة.
ـ تصبغ الأسنان.
ـ التهاب فتحات الغدد اللعابية على سطح الفم.
ـ زيادة تراكم البلاك والجير على الأسنان.
ـ زيادة فقدان العظام داخل الفك.
ـ زيادة خطر حدوث الالتهابات الفطرية داخل الفم .
ـ زيادة خطر الإصابة بأمراض اللثة وهو السبب الرئيسي لفقدان الأسنان.
ـ تأخر عملية الشفاء بعد خلع الأسنان أو علاج اللثة أو جراحة الفم.
ـ انخفاض معدل نجاح إجراءات زراعة الأسنان.
ـ زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.

* التدخين وأمراض اللثة

يمكن أن يؤدي التدخين ومنتجات التبغ الأخرى إلى الإصابة بأمراض اللثة من خلال التأثير على قوة تماسك الأسنان والأنسجة الرخوة في الأسنان؛ حيث يتداخل التدخين مع الوظيفة الطبيعية لخلايا أنسجة اللثة، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للعدوى، والذي يسبب أمراض اللثة، كما أن التدخين يضعف تدفق الدم إلى اللثة مما يؤثر على التئام الجروح.

* هل منتجات التبغ عديمة الدخان أكثر أماناً؟

لا تعتبر منتجات التبغ عديمة الدخان أكثر أمانا من السيجار والسجائر؛ إذ تحتوي منتجات التبغ عديمة الدخان مثل (مضغ التبغ) على 28 مادة كيميائية على الأقل، تبين أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء، إذ يحتوي التبغ المعد للمضغ على مستويات أعلى من النيكوتين من السجائر؛ ما يجعل الإقلاع عنها أصعب من السجائر.

كما أن التبغ عديم الدخان يؤذي أنسجة اللثة؛ مما يتسبب بضمورها وانحسارها، فتصبح جذور الأسنان مكشوفة، مما يؤدي إلى زيادة خطر تسوس الأسنان، وجذور الأسنان المكشوفة أيضا تصبح أكثر حساسية للمثيرات الساخنة والباردة أو غيرها، مما يجعل الأكل والشرب غير مريحين. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تضاف السكريات إلى هذا التبغ لتعزيز نكهته مما يزيد من خطر تسوس الأسنان، ويحتوي التبغ عديم الدخان أيضا على الرمل والحصى اللذين يمكن أن يسببا تلف الأسنان.

* أهمية الإقلاع عن التدخين

بغض النظر عن المدة التي استخدمت فيها منتجات التبغ؛ فإن الإقلاع عن التدخين الآن يمكن أن يقلل إلى حد كبير من المخاطر الجدية على صحتك. وقد وجدت دراسة أن تقليص التدخين إلى أقل من نصف علبة في اليوم يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض اللثة أقل بكثير من الخطر الذي يبلغ ستة أضعاف في أولئك الذين يدخنون أكثر من علبة ونصف العلبة يوميا.

بعض الإحصاءات من جمعية السرطان قدمت بعض الأسباب التي تحث على الإقلاع عن التدخين ومنها:
ـ 1) حوالي 90% من الأشخاص المصابين بسرطان الفم والشفتين واللسان والحلق يستخدمون التبغ، ويزداد خطر الإصابة بهذه السرطانات مع زيادة مدة وكمية التبغ المدخنة والممضوغة.
ـ 2) حوالي 37% من المرضى الذين يعودون إلى التدخين يصابون بالسرطان مرة أخرى في الفم واللسان والشفاه والحلق.

* الإقلاع عن التدخين

ـ يمكن التوقف عن استخدام التبغ بمساعدة طبيبك عن طريق وصف الأدوية أو المستحضرات التي تساعد على تهدئة الرغبة الشديدة للنيكوتين مثل العلكة ولاصقات النيكوتين، وبعض هذه المنتجات يمكن شراؤها بدون وصفة طبية، والآخر يتطلب وصفة طبية مثل الأدوية.
ـ وغالبا ما تستخدم دروس ومجموعات الدعم النفسي للإقلاع عن التدخين بجانب العلاج بالعقاقير، ويتم تقديم هذه البرامج من خلال المستشفيات المحلية في المجتمع، وفي بعض الأحيان من خلال شركة التأمين الصحي.
ـ اسأل طبيبك أو طبيب الأسنان للحصول على معلومات حول برامج مماثلة.
ـ العلاجات العشبية وكذلك التنويم المغناطيسي والوخز بالإبر هي علاجات أخرى قد تساعدك على التخلص من هذه العادة
.

التعليقات مغلقة.