أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التروتنيت: خطر جديد يهدد سلامة المجتمع وأهمية تنظيم استخدامها من قبل السلطات المختصة

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

أصوات من الرباط

مع التطور التقني والتكنولوجي الملحوظ في السنوات الأخيرة، تظهر وسائل جديدة للتنقل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب والمجتمع بشكل عام. من بين هذه الوسائل، تبرز “التروتنيت” كوسيلة حديثة ومرنة، لكنها في ذات الوقت تثير العديد من المخاوف والتساؤلات حول سلامة المستخدمين والمحيطين بهم.

ما هي التروتنيت؟

التروتنيت، أو الدراجة الكهربائية الصغيرة التي تعتمد على البطارية، أصبحت رائجة بشكل واسع خصوصًا بين فئة الشباب، بسبب تكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها. فهي لا تحتاج إلى ترخيص خاص، ولا تتطلب معرفة تقنية معقدة، مما جعلها خيارًا مفضلًا للتنقل السريع داخل المدن والمناطق الحضرية.

السؤال الكبير: هل نملك أدوات تنظيم هذه الوسيلة؟

للأسف، مع الانتشار السريع والطبيعة غير المنظمة لاستخدام التروتنيت، تظهر العديد من المخاطر، أبرزها حوادث السير والإصابات الناتجة عن عدم احترام قواعد المرور أو سوء فهمها. ومع غياب التشريعات الواضحة والرقابة الفعالة، تتزايد المخاوف من أن تتحول هذه الوسيلة إلى خطر حقيقي يهدد حياة المستخدمين وكل من يمر بجانبهم.

فهل توجد قوانين تنظم استخدام هذه الدراجات الكهربائية الصغيرة؟ وهل يحمل مستخدموها رخصة قيادة أو يلتزمون بقواعد السلامة المرورية؟ للأسف، يبدو أن الأمر غير واضح سواء على مستوى التشريع أو التوعية. إذ أن الكثيرين يتعاملون معها على أنها نوع من اللعب أو وسيلة تنقل غير آمنة، مما يزيد من خطر وقوع حوادث على الطرق.

ضرورة التدخل العاجل من قبل السلطات المختصة

إن انتشار التروتنيت بشكل ملحوظ يتطلب وضع قوانين واضحة تضمن تنظيم استعمالها، بما يضمن سلامة الجميع، خاصة أن الكثير من المستخدمين، وهم في غالبيتهم من فئة الشباب، قد يجهلون بالفعل قواعد السلامة أو يعمدون إلى استخدامها بشكل عشوائي غير مسؤول. يتوجب على الجهات المختصة إصدار قوانين تفرض على مستخدميها ارتداء خوذات، وتقنين المهل الزمنية والمناطق المسموح فيها بالتشغيل، بالإضافة إلى تنظيم عمليات بيع ودعم هذه الوسائل.

كما أن الدور الذي يجب أن تلعبه الأجهزة الأمنية والمراقبون حاسم في فرض الالتزام بقوانين السير، ومعاقبة المخالفين، وتشديد الرقابة على أماكن الترويج والتشغيل غير القانوني.

يجب أن نعي جميعًا أن التقدم التكنولوجي يفرض علينا مسؤولية كبيرة في تنظيم هذه الوسائل الحديثة، خاصة تلك التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية. فسلامتنا وسلامة المجتمع يتطلبان تضافر الجهود بين المواطنين والسلطات المعنية، لضمان استخدام آمن ومسؤول، وضمان بيئة حضرية أكثر أمانًا للجميع.

التعليقات مغلقة.