أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التسمم الغذائي ومضاعفاته

إعداد مبارك أجروض

إن الأطعمة غير المطهية جيداً قد تكون لها مضاعفات أشد خطورة على الجسم من التقيؤ والإسهال. فقد تُسبّب التهابات في الجسم. والالتهابات الطفيلية قد لا يتم تشخيصها أو القضاء عليها. وإذا بقيت الالتهابات الطفيلية المزمنة من دون علاج، يمكن أن تتسبّب بأضرار في البطانة المعوية، وأن تكون سبباً خفياً للأمراض والإعياء. ويمكن أن تؤدّي أيضاً إلى زيادة نفاذية الأمعاء أو ما يُعرَف بمتلازمة الأمعاء المتسربة، وإلى الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتهيّجة، وحركات الأمعاء غير المنتظمة، وسوء الامتصاص، والتهاب المعدة أو عسر الهضم، واضطرابات البشرة، وآلام المفاصل، والحساسية، وتراجع وظيفة جهاز المناعة.

تشمل أعراض التسمم الغذائي، التي يمكن أن تبدأ في غضون ساعات من تناول طعام ملوث، غالبًا، الغثيان أو القيء أو الإسهال، وفي كثير من الأحيان، يكون التسمم الغذائي بسيطًا ويتم الشفاء منه دون علاج، لكن يحتاج البعض للذهاب إلى المستشفى. ويعتمد ما إذا كنت ستصاب بالمرض بعد تناول طعام ملوث أم لا على الجراثيم الموجودة به ومقدار التعرض وعمرك وصحتك.

الفئات التالية الأكثر عرضة لمخاطر التسمم الغذائي:

ـ كبار السن
مع تقدمك في السن، قد لا يستجيب الجهاز المناعي بنفس السرعة والفعالية ضد الجراثيم المعدية كما كان عندما كنت أصغر سنًا.

ـ النساء الحوامل
أثناء الحمل، قد تزيد التغيرات في الأيض والدورة الدموية من خطر التسمم الغذائي، وقد يكون رد الفعل أكثر شدة أثناء الحمل، وفي حالات نادرة قد يمرض الجنين أيضًا.

ـ الرضع والأطفال الصغار
 فلم يكتمل نمو الجهاز المناعي لديهم.

ـ الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة
تؤدي المعاناة من حالة مرضية مزمنة، مثل داء السكري أو أمراض الكبد أو الإيدز، أو تلقي العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان، إلى تقليل ردّ فعل الجهاز المناعي. ونظرا لما يمثله التسمم الغذائي من خطورة، بل ومن المحتمل أن يمثل تهديدًا للحياة، للفئات السابق الإشارة إليها، خاصة لدى صغار الأطفال والنساء الحوامل وأجنتهن وكبار السن والمصابين بضعف الجهاز المناعي.

لذا، يجب أن يتخذ هؤلاء الأفراد احتياطات إضافية عن طريق تجنب الأطعمة التالية:

ـ اللحوم والدواجن النيئة أو النادرة.
ـ الأسماك أو المحار النيء أو غير المطهو جيدًا، بما في ذلك الجندوفلي والمحار وبلح البحر والاسكالوب.

ـ البيض النيئ أو غير المطهو جيدًا، أو الأطعمة التي قد تحتويه مثل عجينة الكعك أو الأيس كريم المنزلي.
ـ البراعم النيئة مثل الفاصوليا والفول والبرسيم وبراعم الفجل.
ـ العصائر وشراب التفاح غير المبستر.
ـ الحليب ومنتجات الحليب غير المبسترة.
ـ الأجبان الطرية، مثل جبن الفيتا والبري والكاممبير والجبن الأزرق المعرق والجبن غير المبستر.
ـ الفطائر أو شطائر اللحوم المبرّدة.
ـ شطائر الهوت دوغ ولحوم اللانشون واللحوم الباردة غير المطهوة.

* المضاعفات

يعد الجفاف، وهو فقدان حاد في المياه والأملاح والمعادن الضرورية، من أكثر المضاعفات الخطيرة شيوعًا، وإذا كنت بالغًا وتتمتع بصحة جيدة وتشرب ما يكفي لتعويض السوائل التي فقدتها من القيء والإسهال، فلن يكون الجفاف مشكلة. وقد يعاني الرضّع وكبار السن والمصابون بضعف الجهاز المناعي أو الأمراض المزمنة من الجفاف الحاد عند فقدهم لمزيد من السوائل بشكل أكثر مما يستطيعون تعويضه. وفي هذه الحالة، قد يحتاجون إلى دخول المستشفى والحصول على السوائل الوريدية، وفي أشد حالاته، قد يكون الجفاف قاتلاً.

وقد تسبب بعض الأنواع من التسمم الغذائي مضاعفات محتملة الخطورة لبعض الأشخاص، وهي تتضمن:

 *الليسترية المستوحدة
ـ قد تكون مضاعفات التسمم الغذائي بالليستيرية أشد ما تكون لدى الجنين؛ ففي بداية الحمل، قد تؤدي عدوى الليستيرية إلى الإجهاض.
ـ في وقت لاحق من الحمل، قد تؤدي عدوى الليستيرية إلى ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة أو عدوى محتملة قاتلة للجنين بعد الولادة، وحتى لو كانت الأم مريضة بدرجة خفيفة فقط.
ـ كذلك، قد يعاني الرضع الذين ينجون من عدوى الليستيرية من تلف في الأعصاب على المدى الطويل وتأخر في النمو.

* الإشريكية القولونية

يمكن لأنواع معينة من بكتيريا الإشريكية القولونية أن تتسبب في الإصابة بإحدى المضاعفات الخطيرة، المعروفة باسم متلازمة انحلال الدم اليوريمية، وتؤدي هذه المتلازمة إلى تلف بطانة الأوعية الدموية الصغيرة في الكليتين، وأحيانًا تؤدي إلى الفشل الكلوي.  ويكون كبار السن والأطفال الأصغر من 5 أعوام والمصابون بضعف الجهاز المناعي عرضة للإصابة بهذا النوع من المضاعفات. فإذا كنت تندرج ضمن واحدة من فئات الخطورة هذه، فاستشر الطبيب عند ظهور أول علامة للإسهال الغزير أو الدموي.

التعليقات مغلقة.