أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التشرميل ليس سوى تقليد للداعشية

د. جواد مبروكي

في تحليل التشرميل وجدت أن هناك العديد من أوجه التشابه مع الداعشية.
يقتل الداعشيون الكفار ولكن أيضًا المسلمون غير الملتزمين أو المتشبهين بالغربيين من أجل إعلاء كلمة الله. كذلك المشرملون يهاجمون أبناء وطنهم لأنهم “يُظهرون زينتهم ولا يؤمنون بالفقر” من أجل العدالة الاجتماعية.
وكما يقوم الداعشيون بنشر مقاطع فيديو تُبرز تذكار قطع الرؤوس، يقوم المشرملون أيضا بدورهم بنشر فيديوهات تبرز تذكار التشرميل.
وحسب الظاهر فإن داعشيون ميدان القتال لم يذهبوا إلى المدرسة أو أنهم درسوا فقط الدراسات الدينية الغامضة والخاطئة. وعلى نفس النهج يتضح أن المشرملون أيضا لم يذهبوا إلى المدرسة أو لم يتلقوا سوى القليل من التعليم المعرب.
وكما الداعشيون مقتنعون بأنه لا يمكن إقامة العدل الإلهي إلا بالسيف، نرى المشرملون كذلك مقتنعون بأن المساواة في الثروة لا يمكن تحقيقها إلا بالسيف.
ومن ناحية ظروف السكن نستنتج أنه مثلما يعيش الداعشيون في الجبال، يعيش كذلك المشرملون أيضًا في صحاري الأحياء الفقيرة وفي جبال غيران الفئران دون الماء الصالح للشرب ودون تصريف مياه المجاري.
وكما يصلي الداعشيون ليلا ونهارا للانتصار على الكفار، فإن المشرملون يرقصون ويشربون الخمر ويتعاطون المخدرات ليل نهار لهزيمة كفار الفقر.
بعد هذه المقاربة السريعة أتساءل هل المشرملون والداعشيون سقطوا من السماء خلال الليل أم إنه مسار إنبات لعدة سنوات دون أن يلاحظه أحد؟
مع الأسف كان الداعشيون يدربون المشرملون على مدى عقود و لكن المسئولين تجاهلوا هذا الجيش المتدرب المهمش بسبب انهيار التعليم الذي زاد في انهياره مع ولادة التعليم الخاص وتم التركيز على التدين المفرط وسحق الحريات الفردية وكرامة العيش إلى درجة وقوع انقلاب اتجاه الرياح وفي عوض الحصول على من يخدم المجتمع صنعنا جيشا عدوانيا من الداخل.
الظلم لا يولد سوى الظلم والداعشية لا تولد سوى التشرميل والدّين أصبح خدعة!

التعليقات مغلقة.