التعاون العسكري بين المغرب والرأس الأخضر: نموذج للشراكة الإفريقية في الأمن

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

في إطار التطورات الرامية إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والأمن، اجتمع الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، بالعميد بحري أنطونيو دوارتي مونتيرو، رئيس أركان القوات المسلحة لجمهورية الرأس الأخضر، في 31 أكتوبر 2024 بمدينة مراكش. جاء هذا الاجتماع ضمن فعاليات المعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، الذي يُعتبر منصةً للابتكار والتواصل بين الدول المهتمة بالصناعات الدفاعية والتكنولوجية.

هذا اللقاء العالي المستوى يمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، حيث دارت المحادثات حول سبل توسيع نطاق التعاون في مجالات متعددة، منها التكوين العسكري والمشاركة في التدريبات متعددة الجنسيات. وقد أعرب الجانبان عن رضاهما عن المستوى الذي بلغته علاقات التعاون العسكري، مؤكدين على ضرورة تحقيق مزيد من التقدم وتوسيع الشراكة لتشمل مجالات أخرى تهمهما.

تأتي هذه الاجتماعات وسط مشهد إقليمي يتطلب مزيداً من التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة، بما في ذلك الإرهاب والتهريب. ولقد بات من الواضح أن الأمن القومي للدول يتطلب تحالفات استراتيجية، حيث تعمل القوات المسلحة المغربية على تعزيز قدراتها من خلال شراكات مع دول صديقة، في مقدمتها الرأس الأخضر.

إن تعزيز التعاون بين المغرب والرأس الأخضر يفتح آفاقًا جديدة لأمن المنطقة في ظل التهديدات المتزايدة والعابرة للحدود. فمن خلال تنفيذ تدريبات مشتركة وتبادل الخبرات، يمكن تعزيز قدرة القوات المسلحة للبلدين على التكيف والرد على التحديات الأمنية المعاصرة بشكل أكثر فاعلية.

كما أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية، إنما يمتد ليشمل مجالات تنموية أخرى، تعمل على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مما ينعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل من المغرب والرأس الأخضر.

في الختام، إن اللقاءات والمبادرات التي تتم في إطار هذه الشراكات تُعد دليلاً على التزام البلدين الكامل بتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المختلفة. وبذلك، يمكن أن تكون هذه العلاقة نموذجاً يحتذى به في التعاون العسكري بين الدول الإفريقية، مما يدعم مفهوم الوحدة والتماسك لمواجهة التحديات المشتركة في عالم متغير