جريدة أصوات : مكتب اليوسوفية
على النقيض من الشعارات الرنانة التي تقرع آذاننا باستمرار عن الأهمية التي يحظى بها السلك الابتدائي، على النقيض من كل الدول المتقدمة والرائدة والتي تجعل سلك التعليم الابتدائي أهم حلقة في المسار التعليمي للتلاميذ، نجد أن هذا الطور من التعليم يعاني التهميش والإهمال بمديرية اليوسفية التابعة لأكاديمية جهة مراكش آسفي خاصة، وكأنه سلك تعليمي من الدرجة الثانية.
خروج عن المذكرات الوزارية:
تعيش كثير من المؤسسات التعليمية بإقليم اليوسفية خصاصا مهولا في الأطر التعليمية، مما يضطر بعض هذه المدارس لضم مستويات ضمن أقسام مشتركة يتجاوز عدد التلاميذ فيها 30 تلميذة وتلميذا، على الرغم من أن المذكرة الوزارية عدد 17-472 الصادرة بتاريخ 15 يونيو 2017 تنص على أن الأقسام المشتركة لا يجب أن تتعدى مستويين اثنين وبأقل من 30 تلميذا. وهذا يعني خروجا مباشرا عن توصيات هذه المذكرة الوزارية، والمساهمة في تدني جودة التعليم بالعديد من المدارس الابتدائية خاصة.
فائض ثم خصاص.. وعشوائية التسيير:
الغريب في الأمر أن بعض هذه المؤسسات التي تعاني الخصاص حاليا سجلت في بداية هذا الموسم الدراسي فائضا في عدد الأساتذة، مما جعلها تقلص عدد الأساتذة عن طريق جعل بعضهم في وضعية فائض مما اضطرهم للانتقال لمؤسسات أخرى، بعد ذلك تأكد أن هذه المؤسسات أصبحت تعيش حالة خصاص يضطر بعضها إلى ضم مستويين في قسم مشترك. فما هو دور مصالح المديرية الإقليمية باليوسفية؟ وأي تخطيط تقوم به هذه المصالح؟
تكليف من الابتدائي إلى الثانوي رغم خصاص الابتدائي.
تثير حالات التكليف التي يحصل عليها بعض أساتذة التعليم الابتدائي للتدريس بالسلك الثانوي، أكثر من علامة استفهام! حيث إن بعض الأساتذة تم تكليفهم على الرغم من أن مدارسهم الأصلية تعاني الخصاص. وفي بعض الأحيان تم تكليف أستاذ للتعليم الابتدائي للتدريس في إحدى الثانويات، وبعد ذلك تم تكليف أستاذ آخر ليدرس مكان الأستاذ الذي تم تكليفه!!
وعلى الرغم من أن أستاذ التعليم الابتدائي ملزم إجباراً بتدريس 30 ساعة أسبوعيا إلا أننا نجد بعض الأساتذة في الثانوي أقل من نصف هذا العدد، ففي بعض الثانويات نجد بعض الأساتذة لا يدرسون إلا 14 ساعة أو أقل من هذا العدد بكثير أسبوعيا وقد تجد ذات الثانوية تعاني خصاصا في الأساتذة لتدريس بضع ساعات فقط مما يضطر المديرية الإقليمية لتكليف بعض أساتذة الابتدائي للتدريس بهذه الثانويات.
السلك الابتدائي.. الحلقة الأضعف
إن هذه المشاكل التي يعيشها التعليم الابتدائي وإن دلت على شيء فإنما تدل على أن هذا الطور من التعليم هو الحلقة الأضعف على الرغم من أهميته في بناء شخصية التلميذ، وكونه يؤسس اللبنات الأولى من شخصية هذا الأخير باعتباره الأساس. حيث أن المديرية الإقليمية تولي أهمية قصوى للسلك الثانوي على حساب السلك الابتدائي، وذلك بسبب أن الثانوي محط أنظار الجميع كونه يتواجد غالبا بالمراكز الحضرية على عكس من معظم المدارس الابتدائية التي تتواجد في القرى البعيدة عن الأنظار.
التعليقات مغلقة.