أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“التقويم الأمازيغي بين جذور الطقس وأفق الاحتفال” محور ندوة فكرية تعقد بتازة

محمد حارص

أكد باحثون مختصون وفاعلون جمعويون، يومه الجمعة 12 يناير الجاري، خلال أشغال ندوة فكرية حول موضوع:” التقويم الأمازيغي بين جذور الطقس وأفق الاحتفال”، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 له طابع خاص بعد إقرارها عطلة وعيد وطني مؤدى عنه.

 

 

وأجمع المتدخلون على أن ترسيم الأمازيغية وجعلها عيدا وطنيا، يعكس مدى حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في إطار مسار جيوبوليتيك امتد منذ خطاب أجدير سنة 2001 إلى تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإقرارها غي دستور المملكة لعام 2011 إلى ماي 2023 حيث تم اعتماد رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها.

وأبرز المتدخلون أن التقويم الأمازيغي عريق وضارب في التاريخ الإنساني خصوصا بمنطقة “تامزغا” الممتدة من واحة سيوة بمصر غربا إلى المحيط الأطلسي شرقا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى دولة النيجر جنوبا، حيث يرتبط هذا التقويم زمانيا بالسنة الفلاحية التي يعبر خلالها الانسان الأمازيغي عن نجاح عملية البذور والزرع.

كما أكدوا أن التقويم الأمازيغي بالإضافة إلى المجال الجغرافي الذي يرتبط بالأرض، يستند كذلك على التاريخ والفلك وكذا الدراسة والتوثيق والتراث.

وتأتي هذه الندوة، احتفاء برأس السنة الأمازيغية 2974، التي تنظمها المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة بتازة، بتعاون مع جمعية “أورى للبيئة والتنمية القروية والثقافة والفن”، ضمن برنامج يضم إقامة ندوات فكرية وورشات تربوية (خط تيفيناغ وعلاقته بالتراث اللامادي- والرسم التعبيري حول تيمة التراث الأمازيغي) ومعرض تشكيلي وآخر للكتاب الأمازيغي.

وفي تصريح لجريدة أصوات، قال المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، قطاع الثقافة بتازة، منير الحجوجي، إن احتفالات المديرية الإقليمية بالسنة الامازيغية الجديدة 2974، يأتي في سياق القرار الملكي القاضي بإقرارها عطلة وعيدا وطنيا مؤدى عنه، وهو القرار الذي يأتي استكمالا لمسار إنصاف الأمازيغية، لذلك أعدت المديرية الإقليمية بتازة لهذا الحدث التاريخي، برنامج ثقافيا وفنيا متنوعا يحتفي بالثقافة الأمازيغية كلغة وتراث وهوية، مضيفا أن المديرية تهدف من رواء احتفالها هذا إلى المساهمة في المحافظة على هذا الموروث الثقافي وضمان استمراريته والتعريف به وبنبل رسائله.

من جهته، أكد حسن احجيج، أستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية هذه السنة، يعد أول احتفال رسمي منذ 2974، وذلك بعد إقراره من طرف جلالة الملك نصره الله وإعلان ترسميه وتخليده بشكل رسمي كعيد وطني.

وفي هذا السياق قال إن مشاركته في الندوة الفكرية، يأتي من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية وحماية المكتسبات، حيث يعتبر هذا اليوم أجرأة ميدانية في أفق دعم هذه المكتسبات بعد الجهود التي توجت بترسيم الأمازيغية وإقرارها عطلة رسمية وعيدا وطنيا، وهو ما سيضمن الحضور الدائم للثقافة الأمازيغية.

ميمون عبيد، أستاذ متقاعد للغة الأمازيغية، قال، في تصريح مماثل، إن الندوة عالجت التقويم الأمازيغي منذ القدم والذي يعتمد العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ثم عالجت الاحتفال من حيث دلالاته الكبرى الذي وحد شعوب شمال إفريقيا من خلال الطقوس والعادات.

من جهته، أفاد الكاتب والباحث الأنطوبولوجي، لحسن حيزون، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يمتد من 12 إلى 14 يناير، على غرار مقولة “ضيافة النبي ثلاثة أيام” وترتبط ارتباطا وثيقا بالأرض والسنة الفلاحية التي تعبر عن البهجة بنجاح البذر والزرع، مؤكدا أن الأهم هو الاحتفال بغض النظر عن طبيعته، التي تعرف دخول تجديدات عليها في ظل توريث الاحتفال للأجيال المستقبلية.

التعليقات مغلقة.