شهدت دواوير جماعة ولاد طيب، التابعة لمدينة فاس، في الآونة الأخيرة، تهميشًا واضحًا أثار استياء المواطنين وجعلهم يتساءلون عن مصير أبنائهم في ظل غياب البنية التحتية اللازمة.
إن القرارات التي تتخذ بعيدًا عن مصالح السكان، وغياب الإرادة السياسية الحقيقية في تحسين أوضاعهم، قد زادت من معاناتهم وأثرت سلبًا على حياتهم.
تُعاني هذه المناطق من العديد من الإشكالات، من بينها:
الانقطاع المدرسي، حيث ترتفع نسبة التلاميذ الذين يتخلفون عن الدراسة بسبب بُعد المؤسسات التعليمية وعدم توفر وسائل النقل. ارتفاع معدلات الجريمة، وذلك نتيجة لزيادة البطالة وغياب الفرص الاقتصادية، مما ينعكس سلبًا على الأمن والاستقرار الاجتماعي. تفشي الأمراض، نتيجة لغياب التوازن الغذائي وسوء الأحوال الصحية، ما يبرز قائمة التحديات التي تواجه السكان. الفقر، حيث تظهر نتائج السياسات الاقتصادية غير العادلة في المعاناة اليومية للمواطنين، مما يستوجب التفاتهم من قبل السلطات.
على الرغم من أن منطقة ولاد طيب تعتبر منطقة فلاحية مهمة ولها تاريخ عريق يخدم الوطن والعرش العلوي، إلا أن الخدمات الأساسية كالكهرباء والإنارة والتكنولوجيا الحديثة تفتقر إلى الوجود. إن الشوارع مظلمة، كما في دوار الحشالة، والطرق متهالكة، مما يعيق حركة السكان ويؤثر على حياتهم اليومية.
إن المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف، بدءًا من الجماعة المحلية إلى شركة النظافة الجديدة، التي يبدو أنها ليست على علم بوجود دواوير عريقة بحاجة إلى اهتمام خاص. لذلك، من الضروري أن تتبنى الجماعة نهجًا تنمويًا شاملًا يهدف إلى تحسين جودة الحياة في هذه المنطقة، وذلك من خلال:
إقامة مشاريع التنمية المستدامة: والتي تتضمن تحسين البنية التحتية، وتوفير خدمات أساسية كالكهرباء والماء. الاستثمار في التعليم: يجب تعزيز البرامج التعليمية، خاصة في المناطق النائية، لضمان حق الأطفال في التعليم. خلق فرص العمل: من أجل مواجهة معدلات البطالة المرتفعة، ينبغي دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي. توعية السكان: يجب أن تكون هناك حملات توعوية لتعزيز الوعي المجتمعي وتعليم السكان حول صحتهم وحقوقهم.
بإيجاز، إن معالجة قضايا دواوير جماعة ولاد طيب تتطلب توفير العناية اللازمة والالتزام الحقيقي من المسؤولين، والاستماع إلى صوت المواطنين من أجل بناء مجتمع أفضل يسهم في التنمية المحلية ويحقق الرفاهية للجميع.
التعليقات مغلقة.