التوت المغربي يهدد السوق الإسباني.. صادرات قياسية تثير قلق مزارعي هويلفا
جريدة أصوات
أظهرت بيانات حديثة من وزارة الاقتصاد الإسبانية أن استيرادات إسبانيا من التوت الأزرق (البلوبري) من المغرب شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال شهري يناير وفبراير من عام 2025، حيث بلغت 7.180 طن، ما يمثل حوالي 22.7% من إجمالي الواردات خلال السنة الماضية. يعكس ذلك تزايد الاعتماد على الواردات المغربية، خاصة مع نجاح المغرب في فرض نفسه كوجهة رئيسية لصادرات التوت.
وبحسب المصادر الإعلامية، فإن هذا النمو السريع يعكس هيمنة المغرب المتصاعدة على سوق التوت الأحمر، مدعوماً بقدرات إنتاجية متزايدة والموقع اللوجستي المتميز، الذي يمنحه ميزة تنافسية خلال الفترة التي تتوسط بين نهاية موسم الإنتاج في أمريكا الجنوبية وبداية الإنتاج في أوروبا، وهي فترة حاسمة للأسواق الأوروبية والمملكة المتحدة ودول الخليج.
وتشير التقديرات إلى أن المغرب يُنتج معظم صادراته من التوت خلال شهري مارس وأبريل، مع توقعات بارتفاع كبير في فاتورة استيراد إسبانيا في الأشهر المقبلة، خاصة وأن 69% من واردات التوت خلال بداية 2025 كانت من المغرب وحده. ويُعد هذا الأمر تهديداً مباشراً للمزارعين الإسبانيين، لا سيما في إقليم هويلفا الذي يُنتج 97% من التوت الإسباني، حيث أعربوا عن قلقهم من فقدان القدرة التنافسية أمام المنتجات المغربية التي تتميز بتكاليف إنتاج أقل وشروط تصدير أكثر مرونة.
وفي الوقت الذي حققت فيه صادرات التوت الإسبانية العام الماضي إيرادات تقارب 555 مليون يورو، تبدو ملامح التراجع واضحة بفعل “الزحف المغربي” الذي يهدد حصة البلاد في سوق التوت عالي القيمة، مع توسع زراعي سريع وتكاليف إنتاج منخفضة تدعم صادرات المغرب وتوفر له ميزة تنافسية مهمة على الساحة الدولية
التعليقات مغلقة.