هل هناك أسوأ من أن تضع الجغرافيا إلى جانبك، جارا معتوها، غير مسؤول، تحكمه شرذمة من ذوي الأحذية الثقيلة، تَوَقف التحليل، كما التصور لديه، مع أجواء الحرب الباردة…
هل هناك عبئ أكبر، من وجود جار مغلق للحدود، إلى جانب حليفه الكوري الشمالي، كاستثناء في العالم، وبمبررات واهية لا تنطلي على طفل غر…
هل هناك مأساة أعظم، من استثمار الكابرانات مقدرات أمة بكاملها، وخيراتها في حلم بناء دولة على رمال متحركة، بشعب متوهم، وباعترافات مدفوع أجرها سلفا، جريا وراء سراب إيجاد منفذ بحري على الأطلسي…
هل هناك كارثة أكبر، من أن تحصر “دولة الكابرنات” أجندة عملها في معاداة جار مسالم، لا يعدم الفرصة للتعبير عن “يده الممدودة”، فتتحول كل أبواقه لسبه وشتمه وإهانته، وتسخر الأقلام المأجورة لإشاعة التضليل والكذب والتلبيس، وتضع ديبلوماسيته، غاية وحيدة لها، وهي محاربة مصالح المغرب أين وجدت، في شرق المعمور وغربه…
هل هناك فضيحة أكبر، من زعم الحياد في نزاع مفتعل على صحراء بلادنا، والكابرانات يوالون الدسائس، ما ظهر منها وما بطن، ويستدعون سفيرهم من مدريد، ويعاقبون إسبانيا على تغيير موقفها نحو الصواب والعدل ومنطق التاريخ، بالتهديد بمراجعة الاتفاقيات معها…
هل هناك بهتان أكبر، من القراءة “التبونية” للتاريخ، المُضحكة المبكية، لقد تحول التاريخ القريب الواضح، الموثق، الذي سارت بذكر حديثه الركبان، والموجود في ذاكرات الأحياء قبل الأموات، إلى حكايات عجائز، تحمل كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية سماعها المزعج…
هل هناك حقد أكبر، من أن تتحول المدرسة والمقرر والامتحان، إلى واجهات إيديولوجية لكُره الجار، لذنب لم يقترفه، ولجريمة لم يرتكبها…لبناء وطنية مزيفة، قائمة على نشر الأكاذيب وإذاعة البطولات المتوهمة، وعلى القفز على حقائق الأرشيف الفرنسي، الذي يتحدث على أن الباب العالي، باع “المقاطعة” لفرنسا، بثمن بخس دراهم معدودة…
هل هناك تناقض أكبر، من زعم الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وكل هذه القضايا تختزل يقينا في جبهة (دون جبهة)، وخِرقة (تقدم على أنها عمل)، ودولة (للخيام لا المؤسسات)، ورئيس بطوش يقتحم الدول خلسة، هاربا من جرائم الاغتصاب والقتل والعياذ بالله…
هل هناك حُمق أكبر، من ادعاء وصف “القوة الإقليمية”، والدولة منهارة الأركان، يقف فيها المواطن البسيط، في طوابير لا حد لها، لساعات باحث عن حليب وخبز لأبنائه، في دولة عائداتها من “الريع” بالملايير، لكنها تذهب إما لاقتناء “خرذة” الروس، أو لتضخيم حسابات الجنرالات في سويسرا وغيرها…
هل هناك “شْقيقة” أكثر من هذه… عذرا “شْقيقة” بمعنى “صداع الرأس” بالدارجة المغربية… فالجار “الشقيق” تحول إلى جار “شْقيقة”…
التعليقات مغلقة.