أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الجديدة : ندوة فكرية بمناسبة الذكرى التسعينية للمفكر عبدالله العروي

جريدة أصوات

نظمت الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بمركز الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ندوة فكرية بمناسبة الذكرى التسعينية للمفكر عبدالله العروي.

 

شارك في هذه الندوة التي سير برنامجها الأستاذ محمد الدرويش الأساتذة :نور الدين صدوق ومحمد الداهي ومحمد نعيم واحمد المكاوي .

 

افتتحت الندوة بكلمة رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة الأستاذ عبد اللطيف بيدوري ، ثم تلتها كلمة نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة الأستاذ محمد ياقين، وكلمة المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة بالجديدة الأستاذ عبد العالي السبيوي.

 

 

عنون الأستاذ نورالدين صدوق المداخلة الأولى ب ” في تسعينية الأستاذ عبد الله العروي: الكتابة أفقا للتفكير والإبداع”، أورد فيها أن الأستاذ العروي أراد أن يكتب الرواية قبل يكون مؤرخا ، وأن بداياته الأدبية كانت سنة 1958 متطرقا لروايات من مثل : اليتيم، الغربة، الفريق، وأوراق التي أوضح فيها أن الفن كامن في الحياة، أو أن الحياة تتحول من ذاتها إلى فن … ، كما تطرق لكتابه “الإديولوجية العربية المعاصرة” ومشاكل التقدم والتخلف التي يعيشها العالم العربي مقارنة مع الغرب ، وختم مداخلته بنص ” رجل الذكرى”.

 

 

أما المداخلة الثانية للأستاذ محمد الداهي فجاءت تحت عنوان “حساسية الإخفاق في روايات عبدالله العروي”، حيث اعتبر أن العروي مارس التجريب في أعماله الروائية ، وأنه وضع رواية الغربة في قالب مسرحي وأوراق في قالب تراثي. كما أورد أن توظيفه للتاريخانية كان لاستلهام العبر وتدارك التأخر التاريخي إزاء الغرب .كما ميز بين الموصوف والموضوع في الرواية، باعتبار الأول من مظاهر الحياة اليومية والثاني يمثل العقدة أي التشخيص، أما عن مفهوم الإخفاق فقد تناوله الأستاذ العروي روائيا بهدف التحكم فيه والسيطرة عليه، مشيرا بإيماءات واضحة إلى إخفاقات متعددة كإخفاق جيل برمته ،أو إخفاق جماعات ،أو إخفاق تربية ،أو غير ذلك…لكن وبالرغم من كل الإحباطات ظل في سيرته الذهنية “أوراق” متشبتا بوطنيته وإنسانيته… وعلى العموم صنف الأستاذ العروي ضمن عينة من الروائيين العالميين أمثال هيمنغواي وسيفانتيس…

 

 

 

وعنون الأستاذ محمد نعيم المداخلة الثالثة ب” عبدالله العروي قارئا سبينوزا: مسائل وملاحظات” وقف فيها على الإصدارين الجديدين للأستاذ العروي سنة 2023 وهما دفاتر كوفيد ومقالة في السياسة لسبينوزا ، موضحا كيف أعاد قراءة الفكر السياسي لسبينوزا، و الوقائع التاريخية التي بلورت فكره مستلهما منها مجموعة من الخلاصات في أطار المقارنات التاريخية ،خصوصا وأنه -حسب المحاضر- قد ترجم لمونتيسكيو وربط بينه وبين ابن خلدون ، كما ترجم لجان جاك روسو وربط بينه وبين ابن رشد، وكل ذلك بهدف معرفة المناهج وليس المعارف والصعوبات التي تواجه المترجم العربي.

 

 

 

أما المداخلة الرابعة فكانت للأستاذ أحمد المكاوي تحت عنوان” الرقابة التي تفرضها الدولة المغربية على بعض كتابات عبد الله العروي”، ومن أهمها نص رجل الذكرى الصادر سنة 1958 ، والذي اعتبر نواة كل الكتابات سواء إبداعا أو نقدا، وكيف رفض الطاهر زنيبر نشر النص في مجلة دعوة الحق، معللا أنه غير مفهوم، لكنه نشر بعد ذلك في مجلة أقلام سنة 1964. إضافة إلى ذلك منع تداول كتاب” الإديولوجية العربية المعاصرة”، بسبب موقف الأستاذ العروي من المناضل اليساري المهدي بنبركة، الذي سيظل -حسبه- طاهرا ونقيا سواء أكان حيا أو ميتا. والشيء نفسه فرضته دور النشر على مؤلف تاريخ المغرب : محاولة في التركيب ، إلى جانب فرض رقابة صارمة وتعامل حذر مع جل كتابات عبدالله العروي، وجل كتابات مجموعة من الكتاب المغاربة كذلك.

 

 

أوضح الأستاذ المكاوي كذلك أن مؤلفات الأستاذ العروي تعرضت للتجاهل و للتحريض من قبل بعض المثقفين المغاربة ، زيادة على الترجمات الرديئة لبعض نسخها.

 

 

و في الأخير فتح باب النقاش وخلصت الندوة إلى توضيحات وإضافات ثمنت المشروع الفكري للأستاذ عبد الله العروي.

 

 

وضمن الإحتفاء بذكرى تسعينية عبد الله العروي أقيم معرض لبورتريات المفكر بلغت اثنين وعشرين لوحة أنجزها فنانون تشكيليون ينتمون لجل مناطق المغرب بالإضافة إلى مشاركات من خارج الوطن.وقد تم الإعلان عن الفائزين الثلاث لبورتريات الأستاذ العروي، تصدرها في المرتبة الأولى فنان تشكيلي من أكادير، و حصل على الرتبة الثانية فنان تشكيلي من اليمن ، أما المرتبة الثالثة فعادت لفنانة تشكيلية من خريبكة.ثم أعطيت الكلمة لأخ عبدالله العروي وأخته، حيث أثنيا على المحاضرين ومختلف الفعاليات الإقليمية والمحلية التي احتفت بأخيهم، وكل الحضور العريض سواء من مدينة الجديدة أو من خارجها معتبرين هذا التكريم تشريفا وتقديرا للمسار الفكري والأدبي للأستاذ عبدالله العروي ولكل عائلته وأقاربه و طلبته ومحبيه.

 

 

وأخيرا اختتمت الندوة تحت ردود فعل إيجابية من طرف كل الحاضرين من مختلف الفعاليات مع توصيات بتسمية أحد مدرجات أو قاعات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة باسم الأستاذ عبدالله العروي ، ودعوة قطاع الثقافة للعمل على جمع جميع مؤلفات عبد الله العروي في موسوعة علمية ، وإنشاء كرسي عبد الله العروي بمدينة الجديدة حول الفكر والإبداع ، والتفكير في إقامة معرض لكتب عبد الله العروي بالمركب الثقافي عبد الله العروي ، والعمل على تنظيم دورية فكرية سنوية باسم عبد الله العروي ، والاهتمام الفني والمعماري بدرب العروي بأزمور، و توطين خطوات عبد الله العروي من المكان الخاص الذي كان يجلس فيه إلى منزله بأزمور، وغيرها من التوصيات التي تفاعل معها كل الحضور.

التعليقات مغلقة.