الجزائر تسعى لتقوية علاقاتها مع البرتغال خوفًا من الاعتراف بمغربية الصحراء
بقلم: الأستاذ محمد عيدني
تشهد الساحة السياسية في شمال إفريقيا مؤخرًا تطورات مثيرة تتعلق بالعلاقات الجزائرية البرتغالية، في ظل تزايد المخاوف الجزائرية من إمكانية إعلان البرتغال اعترافها بمغربية الصحراء. تأتي هذه الخطوة الجزائرية كجزء من استراتيجية أوسع لتحصين موقفها الدبلوماسي وتعزيز تحالفاتها في وجه التغيرات السياسية المحتملة.
على الرغم من أن البرتغال لم تعلن أي موقف رسمي بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، فإن الجزائر تتعامل مع هذا الموضوع بحذر بالغ. استنادًا إلى مصادر مطلعة، قامت وزارة الخارجية الجزائرية بتحركات دبلوماسية مكثفة، حيث استدعت السفير البرتغالي في الجزائر لإجراء محادثات تهدف إلى توضيح الموقف الجزائرية من قضية الصحراء المغربية.
تعكس هذه التحركات الجزائرية القلق المتزايد من أن الخطوات التي قد تتخذها البرتغال في المستقبل قد تؤثر بشكل كبير على موقف الجزائر في المنطقة. وقد أبدى المسؤولون الجزائريون اهتمامًا خاصًا بتعزيز العلاقات الثقافية والتجارية مع البرتغال، معتقدين أن هذا النهج قد يساهم في تحسين الفهم المتبادل وتجنب أي خطوات قد تعتبرها الجزائر تهديدًا لمصالحها.
إضافةً إلى ذلك، يُلاحظ أن الجزائر – التي تسعى جاهدة لتعزيز حلفائها التقليديين – تعمل على تطوير علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما تلك التي تتمتع بتأثير قوي في القضايا الأفريقية. تعتبر الجزائر أن تعزيز التعاون مع البرتغال يمكن أن يكون محورًا لاستراتيجية أكبر تشمل تعزيز الصوت العربي في القضايا الدولية.
من جانب آخر، يُعتبر الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل البرتغال تحولًا قد يقلب موازين القوى في المنطقة، ويؤثر على عملية السلام في الصحراء المغربية. وتؤمن الجزائر بأن التوجه نحو الاعتراف من قبل دول الاتحاد الأوروبي، خصوصًا البرتغال، قد يبعث برسالة خاطئة لدعاة تقرير المصير في الصحراء المغربية.
وكرد فعل على هذه التوترات، أطلقت الجزائر مبادرات دبلوماسية لزيادة الوعي بالقضية الصحراوية على المستوى الدولي، مشددة على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وبالرغم من التحديات، تواصل الجزائر التنسيق مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة للدفاع عن موقفها.
في الختام، تعكس هذه الديناميكية العلاقات الجزائرية البرتغالية ضرورة التحلي بالحذر في عالم دبلوماسي متغير. على الرغم من المخاوف الجزائرية من احتمالية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، فإن الجزائر تظهر عزمًا قويًا على تعزيز وجودها الدبلوماسي وحماية مصالحها الوطنية. مع تزايد الأوضاع تعقيدًا، تظل الأسابيع والأسابيع المقبلة حاسمة في تشكيل مستقبل العلاقات بين الجزائر والبرتغال، إضافة إلى تأثيرها على مسار قضية الصحراء المغربية
التعليقات مغلقة.