الجزائر تستعمل “الخطاب العسكري” لتبعد الأنظار عن أزماتها الداخلية
جريدة أصوات
في سلوك يُعيد إلى الأذهان اجواء الحرب الباردة، تتجه الجزائر نحو تصعيد خطابها العسكري بشكل لافت، حيث تستخدم لغة متشنجة تجاه دول الجوار وتبرز تهديدات خارجية كوسيلة لتعبئة الرأي العام الداخلي. يأتي ذلك وسط أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، وعزلة دبلوماسية متزايدة تواجهها البلاد.
وفي افتتاحية مجلة “الجيش” التي تصدرها وزارة الدفاع، تم التأكيد على أن الجزائر ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية، مع التأكيد على أن البلاد “مستهدفة” وتواجه “تحديات غير مسبوقة”. في المقابل، يعاني الشق الداخلي من تداعيات الأزمة الاقتصادية، وركود سياسي، وغموض في المسارات الإصلاحية.
يُرجِّح مراقبون أن النظام الجزائري، الذي يسيطر على مقاليد الحكم عبر المؤسسة العسكرية، يُوظف هذا الخطاب العسكري بهدف صرف التركيز عن المشاكل الداخلية، وتحفيز حالة من الاستنفار النفسي بين المواطنين، تحت شعار “الجزائر في مواجهة التحديات”. استراتيجيات مماثلة تكررت عبر التاريخ السياسي للجزائر، لكنها اليوم تبدو أكثر وضوحًا وحدة، خاصة مع تصاعد التوترات مع الجيران واتهامات الجزائر بدعم جماعات انفصالية وعرقلة جهود التنمية الإقليمية.
هذه التوجهات تترجم على الأرض، من خلال صفقات تسلح ضخمة، ومناورات عسكرية متكررة، وتعديلات في قوانين التعبئة لتوسيع صلاحيات القوات المسلحة خارج الحدود. وترى أصوات داخل البلاد أن هذه التحركات قد تمهد لمرحلة أكثر قمعية وانغلاقًا.
وفي المقابل، تواصل دول الجوار، على رأسها المغرب، تعزيز سياساتها التنموية وفتح آفاق التعاون الإقليمي والدولي، مما يعمق من عزل الجزائر ويزيد من إحراج خطابها الاستراتيجي.
بالنهاية، يعكس تصعيد الموقف العسكري واعتماده كاستراتيجية داخلية وخارجية، أزمة داخلية يصعب على المؤسسة العسكرية معالجتها بآليات عسكرية، مهما زادت حدة التهديدات والخطابات الحربية
التعليقات مغلقة.