أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الجزائر في مواجهة العزلة الدبلوماسية

جريدة أصوات

 

تواجه الجزائر تحديات دبلوماسية كبيرة، حيث تتسارع المؤشرات على دخولها في عزلة دولية متسعة، سواء على المستوى الإقليمي أو في علاقاتها مع القوى الدولية الكبرى. هذه العزلة تعكس نفسها من خلال سلسلة من التوترات والأزمات التي تهز موقع الجزائر في محيطها الاستراتيجي وتقلص من هامش حركتها السياسية على الساحة العالمية.

أزمة الساحل: صراع مفتوح مع باماكو

أحد أبرز مظاهر هذه العزلة هو التدهور الحاد للعلاقات مع مالي، بعد اتهامات مباشرة من باماكو للجزائر بدعم جماعات مسلحة تنشط في الشمال المالي. هذه الأزمة بلغت ذروتها إثر إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي، ما اعتبرته السلطات المالية “انتهاكا صارخًا للسيادة الوطنية”. هذا التوتر يضعف بشدة الدور الذي كانت تطمح الجزائر للعبه كوسيط إقليمي في منطقة الساحل.

علاقات متوترة مع الجوار والعالم

تمتد دائرة العزلة الدبلوماسية الجزائرية من محيطها الإقليمي المباشر إلى علاقاتها مع أبرز العواصم العالمية. تعاني البلاد من توترات متفاقمة مع جيرانها، وعلى رأسهم المغرب، عقب القطيعة الدبلوماسية التي أعلنتها الجزائر سنة 2021. كما تعيش العلاقات مع إسبانيا حالة من الجمود نتيجة التحولات في موقف مدريد من قضية الصحراء.

دبلوماسية رد الفعل

تواجه السياسة الخارجية الجزائرية انتقادات متزايدة بوصفها دبلوماسية “تفاعلية” تفتقر إلى المبادرة. الجزائر عاجزة عن فرض نفسها كفاعل إقليمي مؤثر أو شريك موثوق في إدارة الأزمات.

نقطة التحول

هل تستطيع الجزائر كسر حلقة العزلة واستعادة دورها الإقليمي والدولي؟ ذلك يتطلب إعادة تقييم شاملة للخيارات الدبلوماسية، وتبني مقاربة مرنة تستند إلى الانفتاح، تعزيز التحالفات، والقدرة على لعب أدوار بناءة في محيطها الإقليمي والدولي.

مستقبل السياسة الخارجية الجزائرية

الجزائر بحاجة إلى صياغة استراتيجية دبلوماسية جديدة قادرة على التكيف مع التحولات الدولية، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية. هل ستتمكن الجزائر من تحقيق ذلك؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

التعليقات مغلقة.