الجمعيات البيئية بمرتيل تنبه إلى الأضرار التي ألحقها تراكم الأزبال وتأثيرها على سلامة الأرض وصحة الساكنة
مرتيل : خولاني عبد القادر
مما لا شك فيه أن ساكنة مرتيل ، تعاني يوميا من مشاكل تطهير السائل، إذ أن أغلب الأحياء الموجودة في المدينة لا تتوفر على قنوات تفي بالغرض ، وفي حالة وجودها فإنها أقيمت بدون دراسة علمية دقيقة وشاملة مما جعل شبكة قنوات التطهير المهترئة قابلة للانفجار في أي لحظة، وذلك بفعل ارتفاع الصبيب الحالي بنسبة نتيجة التوسع العمراني من جهة وارتفاع الكثافة السكانية من جهة أخرى
ونظرا لهذه الوضعية أصبح مجال التطهير يشكل خطرا دائما على البيئة والسكان ، ذلك أن مجاري المياه العادمة السوداء توجه مباشرة نحو الذراع الميث و تم إلى البحر ، إضافة إلى تفريغ هذه المياه في منطقة بيئية حساسة جدا و تواجد حجم كبير من النفايات التي أصبحت تغطي المساحات المجاورة للأحياء السكنية ، هذا ما يجعل الجمعيات المهتمة بالمجال البيئي في حالة قلق ذائم أمام الوضع الكارثي الذي يعيشه المحيط البيئي للذراع الميت والأحياء المجاورة و شاطئي مرتيل ، من جراء رمي الأزبال و تصريف مياه الصرف الصحي نحوهما
الفعل الذي يخلف أعـراض على المستوى النفسي و الجسدي ، كأمراض الجلد والحساسية ، أضف إلى ذلك أن الروائح الكريهة والبيئة الملوثة قد شوهت جمالية المنطقة ، وأدت إلى تواجد العديد من الكلاب الضالة و مرتعا خصبا لتكاثر وانتشار أنواعا متعددة من الحشرات الضارة كالبعوض ، ناهيك عن توافد الأطفال و المتشردين على هذه الأماكن و تعرضهم للخطر ، الشيء الذي ينعكس سلبا على المستوى البيئي وسياحية البحرية…
فرغم التنبيه و التذكير بخطورة الاعتداءات المتكررة على المجال البيئي من طرف الجمعيات المهتمة بالبيئة بالجماعة، فإن الجهات المعنية بالتدخل لم تعر أي اهتمام لحفظ الصحة البيئية و سلامة المواطنين ، هذا ما يحدث بالفعل بمرتيل ، الذي يتعرض فيه البحر و الذراع الميت لوادي مرتيل لانتهاكات بيئية خطيرة .
وعادة ما تعلن هذه الجمعيات للرأي العام المحلي و الوطني عن مدى خطورة الأضرار التي لحقت الذراع الميت قريب من مصب واد مرتيل الذي يعتبر من المناطق ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، أضف إلى ذلك احتلال الملك العام المائي الذي تدبره وكالة الحوض المائي للوكوس و الذي أصبح محطة للآليات الشركة المكلفة بتدبير النظافة التي تدمر المجال البيئي و تشوه جمالية المنطقة الرطبة في ظل سكوت محتشم للجماعة ، علما أن الذراع الميت فضاء مهم لتجمع الطيور المهاجرة ومعروفة بتنوعها البيولوجي ، إلا أن استمرار التلوث والتساهل مع أصحاب الردم للتخلص من مخلفات البناء مباشرة بضفة الوادي الذي يتم دفعها تدريجيا نحو الفضاء المغمور بالمياه لربح مساحة واسعة على اليابسة ، سيؤدي إلى هجرة الطيور و اختلال التوازن الإيكولوجي بالمنطقة …
وعادة ما يتم توثيق مسؤولية تلويث البيئة الثابتة ضد شركة أمانديس، من خلال تسجيل مجموعة من المخالفات و الخروقات تتمثل في تصريف مياه الواد الحار و تفريغها بدون معالجة عبر شاحنات الشفط مياه الواد الحار من البالوعات و القنوات و تفريغه بقلب الذراع الميت دون رقيب أو حسيب ، هذا رغم تأكيد الشركة في مختلف اجتماعاتها مع اعضاء مكتب جماعة مرتيل بتحويل مجرى المياه العادمة السوداء (الواد الحار) الذي يصب في الذراع الميت ، والمياه العادمة للمنطقة الصناعية لتطوان والمتواجدة بمدخل مرتيل ، و لم تفي بالتزاماتها، بل زادت في تأزيم الوضعية من خلال شفط المياه العادمة الآتية من محطة الضخ المتواجدة خلف شارع ميرامار مباشرة نحو الذراع الميت لواد مرتيل و قذفها مباشرة في عرض مياه البحر دون معالجة ، في حين كان من المفروض على الشركة أن تقوم بصرف المياه العادمة السوداء في اتجاه محطة الضخ ومن تم إلى محطة المعالجة الأولية قصد معالجتها قبل قدفها في عرض البحر ، ولكن ما تقوم به الشركة عكس ذلك بخرق سافر لكل القوانين و الأعراف و المواثيق الوطنية و الدولية ، مما ينذر بكارثة بيئية مستقبلية …
ولقد أصبح الذراع الميت لوادي مرتيل مطرحا لرمي جميع أنواع النفايات الصلبة ولفظ النفايات السائلة حتى أصبح هذا الذراع مطرحا حقيقيا للقمامة ومستودعا لمياه الصرف الصحي لسكان حي الديزة و مرتعا للأزبال ، في حين بركة الذراع الميت لوادي مرتيل تقع على طبقة مياه جوفية شديدة التأثر بمحيطها المجاور مسجلة بذلك أعلى درجات التلوث بسبب خنقها من جهة البحر، وتنبعث من هذه المياه الراكدة روائح كريهة مما يجع الذراع الميت مكان خصب لنمو و انتشار جميع أنواع الحشرات ومنها البعوض و خاصة خلال موسم الصيف…
ونستغرب إلى جانب المواطنين و جمعيات المجتمع المدني ،عن موقف اللامبالاة الذي اتخذه المجلس الجماعي للمدينة القديم الجديد ، رغم شعار “الحفاظ على البيئة وسلامتها ” ، الشيء الذي يفرض وبإلحاح شديد تكاثف جهود جميع فعاليات المجتمع المدني والإداري والتقني فيما يخص المحافظة على البيئة والتصدي لهذه الظاهرة التي تستفحل يوما بعد يوم على مستوى المدينة ، كما يجب على مجلس المدينة الجديد أن يقوم بتحديد وجرد الوضعية الحالية ودراستها قصد التغلب عليها قبل استفحالها …
انطلاقا من المبادئ والأهداف الواردة في القانون الإطار رقم 99.12 الذي هو بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، أولى المشرع المغربي أهمية بالغة لإدماج البعد البيئي في التنمية المحلية، علما بأن إحداث الهيئة الاستشارية لحماية البيئة بمرتيل، الأولى من نوعها على المستوى الوطني، يبرهن على استعداد جماعة مرتيل لاعتماد هذه المنهجية وإشراك المجتمع المدني و الجمعيات المهتمة بالبيئة ، في كل القضايا التي تهم البيئة والتنمية المستدامة.
و ستظل الحالة على ما هي عليه رغم التسويق للشركة بجودة الخدمات ، والغريب في الأمر أن الجماعة تعلم علم اليقين بأن مثل هذه الأفعال ستنعكس سلبا على صحة الساكنة و السياحة المصدر الأساسي لإنعاش الإقتصاد المحلي ، و أن مشكل النفايات أصبح اليوم أحد أهم القضايا الوطنية و الدولية التي يجب العمل على معالجتها لحفظ الصحة البيئة و سلامة الأرض و صحة المواطنين …
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]