أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“الجواهري: صوت التجديد في الشعر المغربي المعاصر”

بقلم الأستاذ محمد عيدني

يعتبر عبد الرفيع الجواهري واحدًا من أبرز الأسماء في الشعر المغربي المعاصر، إذ استطاع برؤيته الفنية العميقة وأساليب التعبير المبتكرة أن يضع بصمته الخاصة في تاريخ الأدب العربي. منذ انطلاق مسيرته الأدبية، أثبت الجواهري أنه صوت جيل كامل، يحمل هموم مجتمعه وطموحاته، مما جعله رمزاً للحداثة والتجديد في الشعر.

تأثر الجواهري بالتغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدها المغرب، ونقل هذه التجارب إلى شعره بأسلوب فني مميز. كانت قصائده تحاكي الواقع اليومي وتعرض قضايا المجتمع المغربي بكل صراعاته وآماله، مما جعله يتفاعل بشكل مباشر مع النخبة المثقفة والجمهور العريض.

تميزت كتاباته بالعمق الشعوري والجرأة في تناول المواضيع، إذ تناولت مواضيع مثل الهوية والانتماء، والتقاليد مقابل الحداثة، وهو ما يتجلى في قصائد مثل “أغنية الليل” و”عودة الغريب”. استخدم الجواهري اللغة العربية الفصحى بطريقة سلسة وثرية، معتمداً على الصور الشعرية القوية والتراكيب الموسيقية التي تجعل من قصائده تجارب جمالية ملهمة.

إلى جانب تأثيره في الشعر، لعب الجواهري دورًا حيويًا في تشجيع الأدباء الشباب، من خلال تقديمه للمحاضرات وورش العمل، مما ساعد على نشر ثقافة الشعر والكتابة في المغرب. أسس منتديات أدبية تجمع بين المبدعين وتسهم في تطوير الساحة الأدبية، ما يزيد من تأثيره الإيجابي.

يمتلك عبد الرفيع الجواهري القدرة على التحول والتطور، مما يجعله غير متوقف عند حد معين. لقد أسهم بشكل فعّال في تعزيز الشعر المغربي، وإعادة صياغة ملامحه بما يتناسب مع تحديات العصر. لذا، فإن تأثيره على الأدب المعاصر يتجاوز الحدود الجغرافية، حيث أصبح صوته رمزًا للحرية والإبداع.

في النهاية، يمكن القول إن عبد الرفيع الجواهري لم يكن مجرد شاعر بل كان صوتاً للأجيال المختلفة، يحمل في قصائده أحلام وطموحات شعبه. ولذا، يظل تأثيره على الأدب المغربي المعاصر حاضرًا، يدعو الجميع للتأمل في جماليات اللغة الفلسطينية وتجلياتها في الشعر

التعليقات مغلقة.