الحزب الديمقراطي يعيد ترتيب أوراقه
أصوات
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج الديمقراطيين من السلطة، يدخل الحزب الديمقراطي الأمريكي مرحلة حاسمة من إعادة ترتيب الأوراق والبحث عن كوادر جديدة قادرة على مواجهة التحديات المقبلة.
وفي هذا الصدد، رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، خريطة الكوادر السياسية الجديدة داخل الحزب الديمقراطي، في وقت يواجه فيه سيطرة الجمهوريين على السلطات الثلاث في البلاد.
يتحول المشهد السياسي الأمريكي بشكل دراماتيكي مع تصدر شخصيات ديمقراطية جديدة في الكونجرس، إذ تكشف وول ستريت جورنال عن دور محوري متنامِ لحكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، الذي أثبت قدرة استثنائية على توحيد صفوف حزبه خلال الأزمات السابقة.
وبرز جيفريز كصوت قوي يدافع عن مصالح الطبقة العاملة والمجتمعات المهمشة، إذ صرّح في حديث موسع مع وسائل الإعلام قائلًا: “علينا أن نتصدى للتحديات الاقتصادية التي تواجه المجتمعات الأمريكية منذ عقود، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا من عدم المساواة الاقتصادية”.
وفي مجلس الشيوخ، يستعد تشاك شومر للعودة إلى منصب زعيم الأقلية، إذ سيواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على تماسك الكتلة الديمقراطية.
وكشفت المصادر للصحيفة أن شومر يعتزم اتباع استراتيجية مزدوجة تجمع بين المعارضة القوية لسياسات ترامب المثيرة للجدل، مع الحفاظ على قنوات التواصل مع الجمهوريين المعتدلين لتمرير تشريعات تخدم المصلحة العامة.
كما برز حكام الولايات الديمقراطيون كخط أول للدفاع في مواجهة السياسات المتوقعة لإدارة ترامب الثانية، إذ تشير الصحيفة الأمريكية لتحليل مواقف هؤلاء الحكام، وفي مقدمتهم جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، الذي سارع إلى إعلان ولايته درعًا في وجه السياسات الفيدرالية المحتملة.
وكشف نيوسوم عن خطة شاملة لحماية حقوق سكان ولايته، بما في ذلك تعزيز قوانين حماية البيئة وحقوق المهاجرين والحقوق الإنجابية.
وفي الشمال، تبرز جريتشن ويتمر، حاكمة ولاية ميشيجان، كنموذج للقيادة القادرة على تجاوز الانقسامات الحزبية.
وتنقل الصحيفة، عن مصادر مقربة من ويتمر، أن نجاحها في إدارة ولاية متأرجحة سياسيًا، مع الحفاظ على شعبيتها بين مختلف شرائح المجتمع، يجعلها مرشحة قوية للعب دور وطني أكبر في المستقبل.
يشهد الحزب الديمقراطي تحولات عميقة على مستوى قاعدته الشعبية، إذ يبرز الصراع بين التيار التقدمي والمعتدل بشكل أكثر وضوحًا.
وتكشف الصحيفة الأمريكية عن دور متنامِ للسيناتور بيرني ساندرز، الذي رغم تقدمه في السن، يواصل قيادة الجناح التقدمي في الحزب.
وأثار ساندرز جدلًا واسعًا بتصريحاته التي انتقد فيها قيادة الحزب لابتعادها عن قضايا الطبقة العاملة، مُحذرًا من أن الفشل في معالجة المشكلات الاقتصادية الأساسية سيؤدي إلى المزيد من الخسائر السياسية.
وإلى جانب ساندرز، تبرز النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز كصوت قوي للجيل الجديد من التقدميين.
وتنقل الصحيفة عنها تحذيرات قوية من التداعيات المحتملة لولاية ترامب الثانية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والحقوق المدنية.
ودعت أوكاسيو كورتيز إلى تحرك شعبي واسع لمواجهة السياسات المتوقعة للإدارة الجديدة.
يواجه الحزب الديمقراطي تحديًا كبيرًا مع إعلان جيمي هاريسون، عدم سعيه لولاية جديدة كرئيس للجنة الوطنية الديمقراطية.
وتكشف “وول ستريت جورنال” عن قائمة طويلة من المرشحين المحتملين لهذا المنصب الحساس، من بينهم شخصيات بارزة مثل كين مارتن من مينيسوتا، والسناتورة المؤقتة لافونزا بتلر، وحاكم نيوجيرسي فيل مورفي.
ويرى محللون أن اختيار الرئيس الجديد للجنة سيحدد بشكل كبير اتجاه الحزب في السنوات المقبلة.
وفي سياق متصل، يثير مستقبل كامالا هاريس السياسي اهتمامًا كبيرًا، فرغم خسارتها في الانتخابات الرئاسية، تشير الصحيفة إلى أنها لا تزال تحظى بدعم كبير داخل الحزب، خاصة بين النساء والأقليات.
وأكدت هاريس في خطاب الهزيمة استمرار نضالها السياسي، ما يفتح الباب أمام احتمالات مختلفة لمستقبلها السياسي، بما في ذلك إمكانية الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا في 2026، خاصة مع انتهاء فترة حكم نيوسوم، بسبب القيود على مدة الولاية.
التعليقات مغلقة.