أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الحصير المغربي: صناعة مهددة بالزوال

جريدة أصوات

يعد الحصير التقليدي أحد العناصر الأساسية في البيوت المغربية، حيث كانت تستخدم كفراش طبيعي داخل المنازل والمساجد وأماكن الاحتفالات مثل الأعراس. يعود فن صناعة الحصير إلى عصور قديمة، حيث يتميز بأسلوبه الفريد ومواده المستخدمة، مثل الشعر والسمار المضفور، مما يجعله يحتفظ بقيمة تاريخية وتراثية تعكس التنوع الثقافي الصحراوي والعربي والأمازيغي.

ومع ذلك، تواجه هذه الحرفة العريقة مصيراً مؤسفاً، إذ تتعرض لخطر الانقراض بسبب قلة الاهتمام بها من قبل الشباب ووفاة المعلمين القدامى. كما أدت المنافسة مع “الحصير البلاستيكي” إلى تراجع الطلب، حيث باتت المعروضات محدودة وتقتصر على فترات معينة ومن قبل زبائن محددين، مثل بعض اليهود الذين يقبلون على شراء الحصير لأغراض خاصة.

في جماعة سيدي وساي، وتحديداً في منطقة “ثلاث أنكارف” بإقليم اشتوكة، لا يزال بعض الصناع التقليديين الذين تعلموا الحرفة من آبائهم أو المعلمين القدامى يحاولون المحافظة على هذا التراث. يواجه هؤلاء الحرفيون تحديات كبيرة، حيث إن مداخيلهم باتت ضعيفة، مما دفع بعض الشباب للبحث عن فرص عمل أخرى.

أحد هؤلاء الحرفيين، جوليد موليد، الذي بدأ تعلم الحرفة منذ سن الثامنة، يأسف على أيام كانت فيها الحرف رائجة، حيث كان الطلب على الحصير في ذروته. يوضح جوليد: “كان يمكن لي أن أعد حصيرة بطول 10 أمتار في اليوم بمساعدة شخص آخر، وكان سعر المتر يتراوح بين 40 و50 درهماً.”

التعليقات مغلقة.