الحكاية الشعبية: جسر ثقافي يعبر الوجدان العربي في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط

شكلت الجلسة الثقافية المغربية الإماراتية، التي أُقيمت اليوم السبت في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، منصة لبحث دور الحكاية الشعبية في تشكيل الوجدان العربي، بمشاركة الباحث المغربي سعيد يقطين والكاتبة الإماراتية شيخة الجابري، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري.

تحدث سعيد يقطين عن الأهمية الثقافية للحكاية الشعبية، مشيرًا إلى أنها تتجاوز مجرد كونها وسائل تسلية، لتصبح سجلاً يعكس تجارب الإنسان ومشاعره تجاه محيطه. ولفت إلى قدرة الحكايات على الانتقال بين الثقافات والأزمنة، مستشهدًا بشخصية «جحا» كرمز يتواجد في التراثين العربي والعالمي.

وفي سياق مناقشته للتراث الشفاهي، اعتبر يقطين أن الحكايات الشعبية قامت بدور بارز في نقل المعرفة وتعزيز الثقافة عبر قصص ترفيهية تحتوي على شخصيات رمزية كـ”الجازية الهلالية” و”هارون الرشيد”.

من جانبها، تناولت الكاتبة شيخة الجابري مكانة المرأة في حفظ ونقل الحكايات من جيل إلى جيل، مؤكدةً أنها كانت ولا تزال دعامة الثقافة والهوية. كما أشارت إلى الكلمة الإماراتية «الخروفة»، المستخدمة في الإشارة إلى الحكايات الشعبية، والتي تتوافق مع المصطلحات المغربية.

واستعرضت الجابري كيف أن القصص الشعبية، رغم اختلاف تسمياتها، تتشارك نفس الروح المحلي، مثالاً على ذلك بتناول قصة «سندريلا» التي تظهر في الثقافة الإماراتية بأسماء مثل «البديحة» و«سميكتي»، مما يعكس تجسد كونية الحكاية في كل مجتمع.

ختامًا، أكدت الجلسة على أن الحكاية الشعبية تمثل أحد أبرز الجسور الثقافية التي تربط بين مختلف أرجاء العالم العربي، موفرة للأجيال الجديدة أدوات لفهم الذات والآخر من خلال الذاكرة والخيال