أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الحيوان وأهميته في الأدب الشعبي الأمازيغي…

الحسن اعبا

إن الحيوان ليس جديدا في الأدب الشعبي الأمازيغي انه فن قديم متوارث.نعم لقد جعل الإنسان الأمازيغي من هدا الحيوان شخص يتكلم فمرة يتحدث مع أفراد بني جنسه من الحيوانات المختلفة الأخرى ومرة أخرى جعله يتكلم مع الإنسان، وهذا ما يبين بوضوح تلك العلاقة التي تربط الإنسان بالحيوان.

لقد جعل الأمازيغ من الحيوان رمزا وهدفا استثنائيا يعبر بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، انه إذا أدب قديم في شمال إفريقيا فجميع القصص الحيوانية وحتى تلك الحكم الشعبية التي نرويها لها دلالات ومعاني كثيرة تعبر بشكل أو بأخر على الأوضاع التي تربى فيها هدا الإنسان في محيطه الاجتماعي.ومن هنا لابد لنا أن نشير إلا إن هدا الأدب الحيواني موجود في مختلف الثقافات العالمية وخاصة لدى المجتمعات القديمة.

– قصص الحيوانات:

يعد هذا النوع من القصص من أكثرها تشويقاً للطفل، ولاسيما طفل المرحلة المبكرة (3-6 سنوات) فينجذب إليه الطفل في هذه المرحلة أكثر من أي لون من ألوان قصص الأطفال، والسبب فى ذلك كما يرى علماء النفس أن الطفل الصغير يشعر بسعادة كبيرة إزاء الحيوانات الصغيرة، ولاسيما حين يرتبط معها بعلاقة الصداقة، فهو يألفها، وهى تأنس إليه، وربما كانت العلاقة بين الطفل وتلك الحيوانات أوثق من علاقته بمن هم حوله من الكبار، ولديها من عوامل الاستجابة التي تعبر عنها بأشكال من الحركات اللطيفة التي ترسم الابتسامة على شفتي الطفل.

وفى هذا النوع من القصص تلعب الحيوانات الأليفة وغيرها الأدوار الأساسية فهي تشكل الشخصيات الرئيسية بها، فصغار الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) تبهرهم القصص البسيطة ذات المضمون الواقعي والمرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها الطفل.

وتهدف قصص الحيوان إلى نقل معنى أخلاقياً أو تعليمياً أو حكمه، أو تنقل

مغزى أدبياً، وهى تقوم بتعليم تلك الحقائق الأخلاقية في شكل مشوق وجذاب لذلك فهي أكثر القصص تفصيلاً لدى أطفال الروضة، على أن تكون لهذه الحيوانات صفات جسمية سهلة الإدراك كالدجاجة الحمراء، والقطة السوداء، ويجوز أن تكون هذه الحيوانات متكلمة أو ذات صوت وحركات، لأن الطفل في هذا السن يميل إلى الاعتقاد الوهمي بان الجماد والحيوان والنبات تتكلم .

والأطفال في أعمارهم المختلفة يستمتعون بثلاثة أنواع من قصص الحيوان وهى:

–  القصص التي تقوم فيها الطيور والحيوانات بما يقوم به الأطفال والكبار من أعمال تفسر لهم جوانب من الحياة، بهدف أن يتعودوا آداب السلوك التي تفيدهم في الحياة، مثال قيام البطة بأعمال التلميذة الصغيرة.

–  ومن القصص ما تقوم فيها الطيور والحيوانات بأعمالهم الحقيقية في البيئة
كقيام الكلب مثلاً بالحراسة وبذلك يتعلم الطفل كثير من طبائع الحيوانات ويلم بفوائد الحيوانات ومنافعها للإنسان.

–  هناك نوع ثالث من القصص على لسان الحيوانات يكون ظاهرة التسلية وباطنه الحكمة وتعرض بعض الطرق لتجنب الأخطاء التي قد يقع فيها مثل قصص كليلة
ودمنة .

2- القصص التاريخية:

وهى حكاية تشتق حوادثها وشخصياتها من التاريخ، وقد تدور حول بطل تأتى الحوادث من خلال سيرته، وقد تصور حادثة تاريخية معينة تبرز الشخصيات في إطارها ومن أمثلة هذا النوع القصص الوطنية والأحداث الدينية وتاريخ حياة مشاهير الرجال والنساء.

ومما لاشك فيه أن تقديم حقائق التاريخ للأطفال تعتبر من الصعوبة بمكان وذلك لأن التاريخ يرتبط بالزمان ومفهوم الزمان بالنسبة للأطفال غامض، كذلك التاريخ يرتبط بالمكان ولا يتضح مفهوم المكان إلا بنمو الطفل عقلياً ولغوياً وأدبياً، كذلك يجد الطفل صعوبة في إدراك تسلسل الأحداث، ومن هنا جاءت القصة التاريخية التي تعرض على الأطفال، بحيث تبسط الأحداث التاريخية بأسلوب شيق يساعد على تقبلها، ونقوم بتسجيل حياة الإنسان وعواطفه وانفعالاته في إطار تاريخي، والأطفال حين يصغون إليها يستطيعون أن يدركوا كثير من جوانب الحياة. فعن طريقة القصص التاريخية يدرؤك الأطفال ما يسببه إنسان لغيره من بني جسمه من آلام حين يظلمه أو يستعبده فيكون ذلك حافزاً لأن ينبذ الأطفال
الظلم والاستبداد.

ولهذا تلعب القصص التاريخية دوراً هاماً في تنمية الوعي القومي والانتماء للوطن لدى الطفل، وتعرفه بأبطال أمته وإنجازاتهم، كما تقوى قدرة الأطفال على تمييز المفاهيم والقيم التى تبدو متعارضة مثل وجوب القتال بين الأعداء وتحريمه بين الأخوان، كما تنمى الحاسة الاجتماعية وروح العمل الجماعي والفردي من خلال عرض الأحداث التاريخية وتنمية خيال الأطفال وتفكيرهم وإشباع فضولهم.

ولذلك يرى المربون أن قصص التاريخ من القصص المهمة فى تربية النشئ ولذلك يلتمس المؤلفون لهذه القصص الأساليب المناسبة التي يألفها الأطفال للإقبال عليها، لذلك هناك مجموعة من الشروط عند كتابة القصة التاريخية ومنها:

–  أن يحدد الكاتب الصور التي يستخدمها لتقريب الأفكار إلى الأطفال.

–  تحديد الإطارين الزماني والمكاني لموضوع القصة بوضوح حتى يستطيع الطفل
معرفة موقع الأحداث بالنسبة لحياته.

–  تقديم وصف للمجتمع الذي تتحدث عنه القصة والبيئة مثل مجالات الطعام
والشراب والمسكن والملبس وحياة الطفل.

– أن تكون المعلومات المقدمة للأطفال في القصة زاخرة بوصف مسهب ودقيق
وملون حتى يتكون لدى الطفل كثير من الانطباعات الواسعة عن الموضوع.

 المراجع

معلومات عن كتاب الحيوان على موقع viaf.org“. viaf.org. مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

معلومات عن كتاب الحيوان على موقع idref.fr“. idref.fr. مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

معلومات عن كتاب الحيوان على موقع d-nb.info“. d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

الحيوان • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة”. www.shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019. الوسيط CitationClass=   تم تجاهله (مساعدة)

كتاب الحيوان – المكتبة الشاملة الحديثة”. al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019. الوسيط  CitationClass=تم تجاهله مساعدة

انظر ترجمته في :شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،المؤلف: عبد الحي العكري ، المحقق: عبد القادر الأرناؤوط – محمودالأرناؤوط ،الناشر: دار ابن كثير ، سنة النشر: 1406 – 1986. 2 / 24

كتاب الحيوان ، أبو عثمان الجاحظ ، ت: محمد باسل عيون السود ، دار

الكتب العلمية ، 1424 ، 2003 م ، ط 2 ، بيروت – لبنان ، 1 / 4.

مقال بعنوان :الحيوان ، راغب السرحاني ، موقع قصة الإسلام.

الجاحظ وكتابه الحيوان ، دار ألف اختراع واختراع ،أحمد سليم وشذا

الشنان ،ط 1 ،2017م ،ص 15.

التعليقات مغلقة.