في الوقت الذي يعجن فيه الخبازون, يغطي الطحين ملابسهم ويدخلون صواني محملة بأرغفة عجين الأفران في” العاصمة السودانية الخرطوم”، و يقوم مجموعة من المتطوعين الذين يرتدون سترات صفراء بمهام الحراسة.
ويرمز المتطوعون -الذين أطلقوا على أنفسهم حراس الثورة التي أطاحت بالرئيس” عمر حسن البشي”ر- إلى التصدي لظاهرة تهريب الطحين (الدقيق) والخبز المدعمين اللذين من المفترض أن ينتهي بهما الأمر في أيدي المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة.
وكان الخبز رمزا للثورة، إذ كانت محاولة رفع أسعاره مُحفّزا لخروج أول احتجاجات كبيرة في مدينة” عطبرة.”
ولكن لا يزال يتم سحب الدقيق والوقود وإعادة طرحهما بالسوق السوداء، الأمر الذي يؤدي لحالة من النقص تسببت في خفض الروح المعنوية بعد مرور ستة أشهر من فترة انتقالية مدتها 39 شهرا وتركت الحكومة المدنية الضعيفة في حالة عجز عن الاستجابة.
وأشار الطالب” مهند بابكر “وهو يحرس أحد المخابز بضاحية” أركويت” بالعاصمة “نحن دورنا في المخابز كلجان مقاومة يقتصر على الرقابة.. نراقب الأشياء التي تدخل المخبز وتخرج.. الدقيق قبل أن يكون خبزا وبعد أن يكون خبزا وعدد الخبز الذي يخرج ولأي جهة يذهب وفي أي زمن ولماذا؟”.
التعليقات مغلقة.