أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الخطبة المقترحة رقم (1) لصلاة الجمعة 18 أكتوبر 2024

أصوات

اقترحت وزارؤة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالنسبة لخطبة اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024، خطبتين موحدتين:

الخطبة المقترحة الأولى:

 

الحمد لله ذي الفضل والإحسان، فتح باب الإقبال عليه بأركان الإسلام، نحمده تعالى ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنَّ سيِّدنا محمداً عبده ورسوله، أفضل من أقام شرائع الدِّين، في كمال التَّدين مع بيان حدوده وأحكامه لسائر الأنام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأزواجه وذرياته ومن إليه انتمى من الصَّحْب الكرام، والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أما بعد، فيا معاشر المؤمنين، إنَّ ممَّا ينبغي التَّنبيه عليه، وصرف العناية إليه، هو ما فتح الله على أوليائه من أبواب الخير في الإقبال عليه، من خلال أركان الإسلام، التي هي أحب ما تَقرَّب به العبد إلى مولاه ذي الجلال والإكرام.

وهي  ما يقربه من ربه جل في علاه

﴿إِنَّمَا اَ۬لْمُومِنُونَ اَ۬لذِينَ إِذَا ذُكِرَ اَ۬للَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتْهُمُۥٓ إِيمَٰناٗ وَعَلَيٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَۖ اَ۬لذِينَ يُقِيمُونَ اَ۬لصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْمُومِنُونَ حَقّاٗۖ لَّهُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٞ وَرِزْقٞ كَرِيمٞۖ﴾[1]

وقد  قال الحق سبحانه في الحديث القدسي:

«من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أَحَبَّ إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه…»[2]الحديث.

عباد الله، هذا الحديث القدسي الشريف، الذي هو أصل من أصول الولاية، وركن من أركان الحماية، يشتمل على مجموعة من الأمور أهمها:

أنَّ الله تعالى حافِظٌ لأوليائه وعباده الصالحين، وأنَّ من أهم خصائص أولياء الله تعالى القيامَ بالفرائض التي يناجي فيها العبد ربه سبحانه، من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍ، وأنَّ التَّقرب إليه سبحانه بالنوافل يُكْسِبُ محبتَه تعالى المنجيةَ من الشقاء، والمؤديةَ إلى الحفظ والحماية الربانية لعبده. فيكون تعالى حافظاً لسمعه الذي يسمع به، حامياً لبصره الذي يبصر به، مُسَدِّداً ليده التي يبطش بها، مُوجهاً لرجله التي يمشي بها، مُجيباً لرغباته، مُجيراً من رهباته.

فيكون المؤمن في كنف الله الذي لا يضام، محروساً بعينه التي لا تنام، محبوباً عند الله وعند النَّاس، كما قال الحق سبحانه:

﴿إنَّ اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اُ۬لرَّحْمَٰنُ وُدّاٗۖ ﴾[3].

 

كيف لا؟ وقد تقرب إلى بارئه بأحب الطاعات إليه، وهي الأركان المفروضة، ونال شرف المحبَّة بإضافة النَّوافل إليها، وفي ذلك دليل على صدق محبَّته لله تعالى، مشغولاً بلذَّة العبادة عن كلِّ لذَّةٍ ومتعةٍ، فعاش بذلك الحياة الطَّيبة في الإقبال على الله تعالى، في كلِّ ما يأتي وما يذر، مفوِّضاً إليه أمره، ومُبْدياً إليه فقره، ومستغنياً به عمن سواه.

نفعني الله وإياكم بقرآنه المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

التعليقات مغلقة.