عبد المجيد رشيدي
نظمت الجامعة الدولية بالدار البيضاء، يوم الجمعة 22 أبريل الجاري، ندوة علمية في موضوع: التوحد وأخلاقيات الممارسة، من تنظيم جمعية الدمج والتأهيل للجميع، بشراكة مع الجامعة الدولية بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للتحسيس بالتوحد، الذي يصادف 2 أبريل من كل سنة.
الندوة أطرها خبراء وباحثون مرموقون على الصعيد الوطني والدولي، بينهم : الأستاذة جمانة الترك، عميدة كلية العلوم الصحية، الأستاذة هند بورماد، رئيسة جمعية الدمج والتأهيل للجميع، ملين ليموس، متخصصة في علم النفس السلوكي وخبيرة في التدخلات القائمة على الأساليب السلوكية للأشخاص ذوي التوحد، الأستاذ أحمد أيت إبراهيم، مستشار سياسات وبرامج دمج الأشخاص في وضعية إعاقة وخبير قضايا الإعاقة في المغرب، الأستاذة عفاف عفان عاجي، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة التوحد، سعيد الحنصالي، أستاذ باحث، متخصص في القضايا اللغوية والتواصلية بين الأشخاص ذوي التوحد، الأستاذ عبد المجيد مكني، عضو لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، رئيس تحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، كما سير الجلسة الأستاذ عمر بن يحيى، أستاذ علم النفس وعلم الأمراض النفسية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أوضحت عميدة كلية علوم الصحة الأستاذة جمانة الترك، أن أشغال الندوة تأتي في سياق تسليط الضوء على موضوع الأطفال ذوي التوحد، مشيرة إلى ضرورة إيلاء الأهمية لهذا الموضوع على جميع المستويات للكشف عن معاناة وصعوبات الحياة الاجتماعية لدى هذه الفئة من الأطفال، كما أكدت على أهمية البحث العلمي والتكوين في المجال مستعرضة بعض التجارب البحثية الدولية والمنشور في مجلات معتمدة، وأشارت إلى دور المجتمع المدني في أداء هذه الأدوار الإنسانية والمساهمة في النهوض بهذه الفئة لضمان حقوقهم داخل المجتمع.
من جهتها، أبرزت الأستاذة هند بورماد، رئيسة جمعية الدمج والتأهيل للجميع من خلال تدخلها أن هذه المبادرة تأتي اقتناعا من جميع الفاعلين بضرورة تيسير المشاركة الكاملة والفعالة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد والتصدي لكافة أشكال التمييز التي تطالهم، وبعد أن استعرضت معطيات إحصائية، اعتبرت هذا اللقاء مناسبة لاذكاء الوعي لانخراط الجميع بحق هذه الفئة في العيش بكرامة، في أفق بناء منظومة تربوية وصحية دامجة، واعتبرت أن العناية بالأشخاص في وضعية إعاقة هو أحد التحديات المطروحة لإرساء نموذج تنموي دامج ببلادنا.
كما اعتبرت الأستاذة بورماد، أن جمعية الدمج والتأهيل للجميع، كباقي الجمعيات العاملة في المجال، تساهم في النهوض بحقوق هذه الفئة، من خلال إذكاء الوعي والتكوين وتقديم نماذج لجودة الخدمات.
بدورها، دققت الأخصائية النفسانية ميلين ليموس، عناصر تشخيص اضطراب التوحد ومختلف البرامج والطرق والأساليب وأهمية التكوين لتجويد الخدمات وأهمية تأهيل الأسر ومواكبتها بمسؤولية بناء على معايير أخلاقية مبنية على المعلومة والمعرفة الرصينة.
أما الأستاذ أحمد أيت إبراهيم فقد أشار إلى أهمية تكوين أطر التربية والصحة للرصد المبكر للإشارات والأعراض ذات الصلة باضطراب التوحد.
وبجانب أهمية تقوية قدرات مهنيي التربية والصحة، أوضح الأستاذ أيت ابراهيم أهمية تحليق مجال الممارسة، مبرزا ضرورة التمييز بين الأخلاق والاخلاقيات وأخلاقيات المهنة، واعتبر المتحدث، أن الجامعات والمعاهد تركز في تكويناتها على المعارف، في حين يتم إهمال تملك قدرات ومهارات اتخاذ القرار، لاسيما حين يكون المهني المختص أمام وضعيات متناقضة يكون القرار فيها حاسما.
كما اعتبر أيت إبراهيم، أنه بالرغم من المجهودات المسجلة في المغرب، فإن ولوج الأشخاص ذوي اضطراب التوحد للمدرسة واستكمال تعليمهم مازال صعبا، ويحتاج إلى ملائمة البرامج والطرق البيداغوجية وتوفير تكوين متين بدءا من التعليم الأولي، وتوفير خدمات للمواكبة والدعم وجعلها خدمات عمومية، كما أشار أن المنظومة الصحية في حاجة إلى توفير أطر مؤهلة للتشخيص المبكر والمواكبة اللازمة، وختم بالتعجيل بإخراج نظام لتقييم الإعاقة ونظام شمولي للحماية الاجتماعية يدمج بعد الإعاقة، والعمل على تقنين ومعيرة الممارسات في مجال التوحد، وتقوية قدرات الأطر التربوية والصحية وإحداث مراكز موارد مالية تلتقي فيها مختلف التدخلات القطاعية.
التعليقات مغلقة.