يمكن وصف التنمر المدرسي بالعديد من الطرق المختلفة, والتي قد تشمل العنف الجسدي مثل الركل أو الضرب أو تمزيق الشعر, وقد تنطوي فقط على الشتائم أو العزلة عن المجموعة أو تحميل (تعديل) صور شخصية للضحية بشكل غير قانوني عبر الإنترنت, ويتم الإساءة إلى الفتيات خاصة بطرق قد لا يلاحظها الأشخاص الآخرين على الفور ولكنها تؤذيهن بشدة
يمكن لأي شخص أن يصبح هدفًا لأعمال التنمر, لذلك لا جدوى من لوم نفسك والبحث عن الأسباب, حيث لا تنتهي أعمال التنمر بالضرورة حتى لو حاول الأشخاص المستهدفون تغيير أنفسهم وفقا لما يطلبه المتنمرون,على سبيل المثال, عندما يفقد شخص بدين الوزن, فقد يجد المتنمرون سببًا جديدًا لإساءة معاملة الطلاب المستهدفون أو البدء في الإساءة إلى طالب آخر, ولا توجد أية أسباب فعلية على الإطلاق تبرر أعمال التنمر والترهيب داخل المدارس.
في الماضي، كان يُعتقد أن المتنمرين يمارسون أعمال الترهيب والتخويف لأنهم يعانون من تدني احترام الذات, أما في الوقت الحاضر تعتبر الحاجة إلى إثبات الشخص المتنمر لذاته وتأكيدها هي السبب الأكثر احتمالا وشيوعًا, وقد تكون ممارسة أعمال التنمر وسيلة أيضًا للتعامل مع المشاعر السلبية لدى الشخص, كما قد يكون المتنمر نفسه ضحية سابقة لأعمال الترهيب والعنف, وعلى الرغم من ذلك عادة ما تُظهر ضحايا هذا السلوك المزيد من التعاطف والمودة أكثر من غيرها, وتكون هذه الخصائص مفيدة جدًا في مرحلة البلوغ إن لم يكن في وقت أقرب, وعلى الأرجح يكون ضحايا التنمر أشخاصًا وأصدقاءً جيدين للغاية بالفعل في مرحلة الطفولة.
يجب أن تتوقف أعمال التنمر والترهيب، ليس فقط بسبب الضحية ولكن أيضًا من أجل المتنمر نفسه, حيث تشير الدراسات إلى أن المتنمرين أنفسهم من المحتمل أن يكونوا أكثر فشلاً في الحياة في وقت لاحق, على سبيل المثال, هم أكثر الأفراد عرضة لارتكاب جرائم في سن مبكرة عن غيرهم, كما قد يواجه ضحايا التنمر صدمات من شأنها أن تؤثر عليهم في مرحلة البلوغ.
يعد التعرض للإساءة أمرًا صعبًا, حيث يتعرض العديد من الأطفال للإيذاء يوميًا في المدرسة, وهو أمر يعد جريمة بشكل تلقائي إذا حدث بين البالغين, وفي الوقت الحاضر، يتم التعامل مع التنمر الجسدي بصورة أكثر ملائمة على الأرجح عن ذي قبل, يجب اللجوء إلى الشرطة بشأن المسائل التي تتعلق بالعنف, كما أن يعد الاعتداء اللفظي والتلاعب والاستغلال والاستبعاد من المجموعة أيضًا من الأشكال الشائعة جدًا للتنمر, لذا ينبغي أن يكون المعلمين والآباء والطلاب الآخرين قادرون على التصدي لها.
الأدوار في التنمر المدرسي
الضحية: الطالب الذي يتعرض للتنمر مرارًا, ويندرج تحت هذا السلوك الأفعال التالية: الضرب أو تمزيق الملابس أو الشتائم أو تدمير المتعلقات أو التعليق سلبًا عبر شبكة الإنترنت.
المتنمر: هو الشخص الذي يبدأ أعمال التنمر وربما يشجع آخرين على ممارستها أيضًا.
مؤيدو المتنمر: لا يبادروا بأعمال التنمر بأنفسهم ولكن قد يشاركوا فيها, ويمكن أن يكونوا بمثابة جمهور للمتنمر يشجعونه ويضحكون على أفعاله, وقد يشجع المؤيد المتنمر فقط من خلال الوقوف لمشاهدة أعمال التنمر وعدم القيام بأي شيء لإيقافها.
المدافع: هو الذي يقف بجانب الضحية ويخبر البالغين عن أعمال التنمر ويحاول إيقافها.
المتفرّج: وهو الدَّخيل الذي يبتعد عندما تبدأ أعمال التنمر ولا يخبر البالغين عنها أو يحاول دعم الضحية, وبالتالي يدعم المتفرّج أعمال التنمر عن غير قصد.
في حالة الشك أن طفلك يتعرض لأعمال التنمر
قد يشكل الأمر مفاجأة لكثير من الآباء بعد معرفتهم بأن أبنائهم يتم الإساءة إليهم بالفعل منذ فترات زمنية طويلة, ويعد التحدث عن التنمر المدرسي أمرًا بالغ الصعوبة بالنسبة للأطفال, حتى مع إقامة هؤلاء الآباء لعلاقات جيدة مع أطفالهم والتي تسمح لهم بالحديث عن مشاعرهم السيئة.
وقد يخفي الأطفال تعرضهم للتنمر للأسباب التالية، من بين أسباب أخرى:
الخوف من زيادة أعمال التنمر نتيجة لسردها والخوض فيها.
الخوف من عدم تصديقهم وعدم أخذ كلامهم على محمل الجد.
الخوف من أن يبدأ الأشخاص بالبحث عن أسباب حدوث أعمال التنمر من خلالهم.
لشعور بالخجل والدونية نتيجة لتعرضهم لأعمال التنمر.
قد يُشتبه في تعرض الطفل لأعمال التنمر في الحالات التالية، من بين حالات أخرى:
تعرض الطفل لآلام المعدة غير المبررة والصداع وغيرها, وهي ما تسمى بالأعراض النفسية أو الأمراض الجسدية التي لا يمكن تفسيرها.
ذهاب الطفل إلى المدرسة في قبل الوقت المعتاد أو قدومه للمنزل بعد الوقت المعتاد, وقد يكون سبب ذلك تجنب الطفل للمتنمرين في طريقه إلى المدرسة ومنها، بحيث يسلك طريقًا مختلفًا.
إصابة الطفل بكدمات غير مبررة أو تمزق ملابسه أو تحطم أدواته المدرسية.
انخفاض مستوى الطفل الدراسي وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة.
ظهور علامات الحزن والاكتئاب ومشاكل النوم على الطفل.
ينبغي على الآباء الاهتمام بالطفل في حالة اعترافه, عند سؤاله، بأنه يتعرض لأعمال التنمر، أو عند خوضه في الحديث عن التنمر بطرق أخرى, فضلاً عن إخباره أن تعرضه للتنمر ليس خطأه وطمأنته, كما ينبغي عليهم الاستماع إلى الطفل بعناية وطرح بعض من الأسئلة التالية عليه بهدوء، مثل: “ما هي أسماء الذين شاركوا في أعمال التنمر؟”, “ماذا قالوا وفعلوا؟”، “هل ساعدك أي شخص؟”، “هل يعلم المعلم عن هذا؟”، “ما هو شعورك الآن؟”, علاوة على إخبار الطفل بما ينوون القيام به وكيفية إيقاف أعمال التنمر من وجهة نظرهم.
بعض إمكانيات التدخل:
اتصلي بمدرس الطالب أو مدير المدرسة واطلبي منه التنسيق لعقد اجتماع، يحضره كل منهما أو كلاهما بالإضافة إلى المتنمرين ووالديهم، هذا وينبغي أن تناقشي الموضوع أولاً مع المدرس ،أو مدير المدرسة، وربما والدي الطلاب الذين يسيئون معاملة طفلك، وخلال الاجتماع، ينبغي أن تظهري الآثار السلبية لهذه المعاملة على طفلك، ولا يتوقف الأمر على هذا الحد، فاحرصي أيضًا على التواصل مع والدي المتنمرين مستقبلاً، وإذا لم يتعامل الوالدان مع هذا الأمر، بجدية يمكنك وقت إذن أن تسعي إلى الحصول على دعم من المدرسين والأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة وصولاً إلى مدير المدرسة.
أما في حال وصلت الأمور إلى أبعد من ذلك، كأن تصل الإساءة إلى عنف أو تهديدات جسدية عليكِ الاتصال بالشرطة، كما ينبغي مراعاة أن المواد الازدرائية المنشورة عبر الإنترنت ،قد تؤدي إلى تشويه الشخصية عن طريق توجيه الاتهامات ضد المعاملة السيئة أو تدخل سلطات الرعاية الصحية إذا لم يتجاوز عمر المتنمرين 15 عامًا.
في حال عدم تعامل المدرسة مع هذه الأمور بشكل حازم أو لم تتوقف المعاملة السيئة نتيجة لأسباب أخرى، فإن الضحية لا يجد حلاً سوى ترك المدرسة والانتقال إلى أخرى، وقد تبنت العديد من الأسر هذا الحل الأخير على الرغم من استمرار المعاملة السيئة في بعض الأحيان في المدرسة الجديدة، ويرجى العلم إلى أن كل مدرسة تتعامل مع هذا الأمر بطريقة مختلفة ويحتمل أن تختلف وتيرة التعامل مع هذا السلوك من مدرسة إلى أخرى.
فمن المهم أيضًا أن تجدي البيئات التي يشعر فيها الطفل بالاستحسان والسعادة مستقبلاً وذلك قبل السعي إلى إيقاف هذه المعاملة، ومن أمثلة هذه البيئات ممارسة الهوايات أو اللعب في الحدائق المنزلية الخاصة بهم مع أطفال من نفس العمر، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص فقط، فقد تعمل الحيوانات الأليفة على إكساب الطفل المتنمر المزيد من الشعور بالاهتمام والاستحسان اللازم.
التعليقات مغلقة.