جريدة أصوات: متابعة
1- أظهرت جائحة كورونا أن المغرب قادر على التدبير اليومي بشكل عادي وقد نجح في ذلك ؟
بكل تأكيد، المغرب ومن خلال ما عشناه في الأسابيع الماضية، استطاع أن يثبت للعالم انه قادر على احتواء وإدارة الأزمات، بل كان له السبق في احتواء الأزمة، واتخاذ جميع التدابير الحمائية للوطن والمواطنين، إقفال الحدود،المطارت، خلق جو من التأهب الأمني الحاسم في الحد من انتشار العدوى على كافة المستويات، هي تدابير استباقية أشادت بها دول غربية، بل المنتظم الدولي في سرعة الإنجاز، التي لم تتخذ لدى العديد من الدول الغربية، نحن اليوم نشهد ملحمة وطنية تعيد تاريخ الدولة المغربية في تضامن مكوناتها الإدارية والطبية والسلطوية والأمنية والمدنية والعسكرية والقضائية والاجتماعية هي حقيقة ماثلة للعيان، نجحت في تنظيم المجتمع المغربي من أقصى الشمال الى صحرائه،من مدنه إلى قراه ومداشره، في ظرف قياسي، أبان عن تلاحم المغرب ملكا و مملكة وشعبا لاحتواء الأزمة.
2- لا يمكن استساغة أن العالم سيظل كما هو اليوم بعد كل المآسي والفواجع التي عانت منها كل الشعوب نتيجة العجز البين أمام هذه الجانحة.؟
لاشك ان التغيير سيطال، كل مجال من مجالات الحياة، وكل التوجهات الاجتماعية القيمية، السياسة والفلسفية والاقتصادية، الكل سيكون لديه أفكار مختلفة حول العودة للحياة الطبيعة، من جديد فكورونا وضعت كافة الشعوب أمام خيار التحدي الصعب، لاسيما وأن خطر العزلة سيكون أقوى على الدول النامية والتي لديها عمالة غير محصنة اقتصاديا، الجائحة ستعيد تشكيل بناء قيم جديدة من التضامن الاجتماعي، والتضامن الإقليمي، ستعيد تشكيل ترتيب سلم أولويات أكثر فاعلية، للحفاظ على توازنات الفرد والمجتمع والعالم.
3- هناك خطة وضعت من طرف الحكومة بشان رفع الحجري ما هو رأيكم في ذلك؟
أكيد أن التدابير التي اتخذتها الحكومة بشان رفع الحجر الصحي، لن تأتي من فراغ، وإنما هي مقاربة يتم تدارسها بعناية مع وزارة الداخلية ووزارة الصحة، وفق معطيات وإحصائيات الملف الصحي ببلادنا، وتشبيك أفق التشاور مع باقي مؤشرات القطاعات الوزارية الأخرى في إطار مقاربة تكاملية ورؤية شمولية.
4- كيف ترون المغرب بعد هذه الجائحة وما هي توقعاتكم المستقبلة؟
المغرب لن يكون بمعزل عن التطورات العالمية مابعد كورونا،اذ سيتأثر بالمعطيات الدولية والمتغيرات الإقليمية وتراجع السوق المعولمة اقتصاديا،لكن مع قدرة الدولة على إدارة أزمتها واحتواءها بتلاحم حظي بثقة شعبية كبيرة داخليا ودوليا ، فسيتم المزيد من تعميق المصالح الاقتصادية،التركيز على إستراتيجية نقص دعم البنى التحتية ، مقابل الانفاق على البحث العلمي ، تعزيز المنافع بين المغرب وحليفه الأول إفريقيا، وقد تتم عملية إحياء تجربة اتحاد المغرب العربي وتجاوز الانقسامات .وبالتالي فإستراتيجية المغرب ستتوخى نموذجها الدبلوماسي الرائد في إدارة الأزمة، وفق الترتيب الجديد للقوى الدولية، خاصة بعد تغيير هيكلة النظام الدولي من أحادية القطبية،الى نظام متعدد الأقطاب تدخل فيه الصين وروسيا . المغرب سيراجع تطوير وظائف نظم أولوياته ، وسيعيد تفعيل آليات قوى الرأسمال البشري، لتطوير الدعائم الاستثمارية المابعد الجائحة بما يلائم ،مرحلة النهوض الاقتصادي ، فالمرحلة أعادت الدولة الوطنية إلى قوتها كفاعل أساسي في العلاقات الدولية وبناء التحالفات، بعدما أبانت الشركات المتعددة الجنسية عن تراجع أدوارها أمام تدبير الأزمات الوطنية .
5- هل سيكون بالفعل تغيير حقيقي يزيد من فرص التنمية ودعم المجالات الحيوية وتنمية الكفاءات الوطنية والاعتماد عليها؟
طبعا كل الاستراتيجيات المستقبلية ستحتكم إلى معطيات التطورات الدولية الجديدة واستبدال مواقع القوى داخلها.ومع تراجع الاستثمارات ،سيكون التوجه أقوى نحو بناء منظومة كفاءات وطنية عالية ،بمنظومة ذكية تعيد توازنات تكافئ الفرص الاستثمارية في مشاريع مقاولات الأفكار، فالمغرب أثبت للعالم أنه قادر على إدارة الأزمات، وبالتالي سيحتكم إلى أولوية ، صياغة منظومة تعاقد وطني حقيقي ، ستمكن من قلب معادلة “الفردانية المعطلة إلى فردانية مفعلة”، “ومحسوبية مفعلة الى محسوبية معطلة”،ضمن أولويات مشروع مغرب الغد.
مغرب مواجهة الجائحة، مغرب يعتمد على قدرات رأسماله البشري كأهم مخزون وطني، في تطوير المنتج الاقتصادي خدمة للمجتمع والوطن، وفق مخطط تكامل اقتصادي مغربي. كفيل بتفعيل أدوار مجتمع المعرفة،وصناعة العقول، داخل مختبرات المعرفة والتعليم والبحث العلمي، يحتكم إلى قواعد الدرس الوطني، بتعزيز تكافئ الفرص، والاستثمار في عقول الكفاءات المغربية الداخلية والمهاجرة.
التعليقات مغلقة.