أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الديك “موريس” يفرض على الشيوخ الفرنسيين تمرير قانون لحماية ضوضاء و روائح الريف

محمد حميمداني

 صادق أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي ، على تمرير قانون لحماية “ضوضاء وروائح الريف” ، و ذلك بعد عدة دعاوى قضائية جرت متابعتها في الآونة الأخيرة .

 و بعد هاته المصادقة النهائية على قانون جرى اقتراحه في أعقاب العديد من النزاعات الشهيرة بين سكان القرى و الوافدين من المدن ، و ما حملته من مظاهر السخرية ، و القدحية من خلال وصفهم بـ “الريفيين الجدد” ، حسب ما أوردته وكالة “فرانس بريس” و موقع “فرنسا 24” على الانترنيت .

 و بالموافقة على هذا القانون ، تصبح الديكة حرة و لا مكان لوصف أصواتها بالصخب ، و لا للتشكي من روائح حيوانات فناء المنازل في فرنسا بعد اليوم .

 و تدخل هاته المصادقة ، فيما أسماه المشرعون الفرنسيون بحماية “التراث الحسي” للريف قانونا ، من كل المحاولات التي تستهدف خنق العادات اليومية لهؤلاء الوافدين من المدن على الأرياف .

 الوزير الفرنسي المسؤول عن الحياة الريفية ، “جويل غيرود” ، قال للمشرعين ، تبعا لما أوردته “فرانس 24” ، “العيش في الريف يعني قبول بعض الإزعاج” ، فيما قال السيناتور الفرنسي الذي عمل مقرراً لمشروع القانون ، “بيير أنطوان ليفي” ، إن “تمرير هذا القانون يبعث برسالة قوية” .

 و للإشارة فقد ارتبط تحريك النقاش في هذا الموضوع ، بالصخب الكبير الذي أحدثه إعلاميا سنة 2019 ، صخب الديك الفرنسي المعروف ب “موريس” ، عندما تصدر عناوين الأخبار حينها ،  بعد رفض إحدى محاكم الغرب الفرنسي ، محاولة لإسكات صوته قام بها الجيران ، الذين اشتروا منزلا لقضاء العطل قرب مكان إقامة الديك .

 فقد رفعت سنة 2017 دعوى قضائية ضد الديك “موريس” و صاحبته ، “كورين فيسو” ، بدعوى صياحه الذي يبدأ من السادسة و النصف صباحاً إلى ما بعد الظهيرة ، و الإزعاج الذي يحدثه للجيران ، ليصدر الحكم سنة 2019 و الذي قضى بإسقاط الدعوى

 نشطاء ، وصفوا الدعوى التي أقيمت بمحاولة “تهديد أوسع نطاقاً للتراث الريفي المقدس لفرنسا من قبل الغرباء و سكان المدن غير القادرين أو غير الراغبين في فهم واقع الحياة الريفية” ، و وقعوا عريضة تحمل عنوان “أنقذوا موريس” ، ليقر القاضي الفرنسي ، قبل سنوات ، “حق الديك في الصياح” .

 و هي قضية تنقل واقع التعارضات بين السكان الأصليين للأرياف و الوافدين إلى هاته المناطق ، الحالمين بالهدوء على حساب التراث الحقيقي للأرياف ، حيث تعتبر أجراس البقر و فضلات الحيوانات وأصوات الجرارات الصاخبة في الصباح الباكر جزءاً من هذا التراث الريفي الطبيعي ، والذي سيتم تقنينه في التشريعات البيئية

 و ليست هاته هي القضية الأولى التي ترفع في فرنسا في هذا الشأن ، فقد سبق أن رفعت قضية أخرى سنة 2019 ، ضد امرأة تسكن في منطقة “لاندز” ، المعروفة بتربية البط أمام المحكمة ، من طرف أحد جيرانها من الوافدين الجدد ، بسبب البط و الإوز الموجود في حديقتها الخلفية ، و قد حصدت هي الأخرى نفس المآل من طرف القضاء بغرب فرنسا .

التعليقات مغلقة.