أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الذكرى السنوية الأولى لإغتيال اللواء قاسم سليماني القائد الذي أربك جميع الحسابات الامريكية‎

بقلم : صبرينة مسعودان

  يصادف اليوم الأحد الذكرى السنوية الأولى لإغتيال اللواء قاسم سليماني( قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني المسؤول عن العمليات العسكرية)، تجمع اليوم آلاف العراقيين يحيون الذكرى السنوية الأولى لإغتيال اللواء قاسم سليماني و رفيقه أبو مهدي المهندس (سياسي عسكري قائد الحشد الشعبي ) ،يذكر أن اللواء تم استهدافه مع نائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وثمانية آخرين في اليوم الثالث من يناير عام 2020 قرب مطار بغداد.

  وسط الوضع المهتز بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العراقيون حاليا توتر حاد، يراقبون بحذر ما قد يحدث في الأسابيع المقبلة من إحتمال اندلاع حرب بين طهران و واشنطن أحد أسبابها الرئيسية إغتيال سليماني. فمن المتوقع أن تندلع معركة شائكة بين الطرفين تكون العراق ساحة له !

  نشر وزير الخارجية محمد جواد ظريف تزامنا مع هذه الذكرى تغريدة على موقع تويتر قائلا :” إن عملاء إستفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق لوضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مأزق بسبب حرب ملفقة” وهذا بعدما إتهم ترامب طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي إستهدف السفارة الاميركية في بغداد في 20 ديسمبر. لتخرج هاته الاخيرة في تصريح رسمي تتهم فيه ترامب بالسعي إلى اختلاق ذريعة لشن حرب قبل خروجه من البيت الأبيض. ليكرر الرئيس الامريكي المنتهية صلاحيته موقفه مهددا فيما إذا تم قتل امريكي سيحمل ايران المسؤولية. وبطبيعة الحال أينما تكون شرارة الحرب تكون اسرائيل في الواجهة إما علانية أو في الزاوية التي تنتظر الضربة القاضية ! بعدما صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر بوجود معلومات مخابراتية جديدة من العراق تشير أن عناصر إسرائيلية محرضة، تخطط لشن هجمات على الأميركيين لتضع الرئيس ترامب في مأزق أمام سبب زائف للحرب. و أضاف محذرا لترامب قائلا : إحذر الفخ يا دونالد ترامب أية ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطيرة ! رد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز لإذاعة “كان” العامة : ” إن إسرائيل هي التي عليها أن تكون في حالة تأهب تحسبا لضربة إيرانية محتملة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد العسكري الإيراني سليماني في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في العراق” بالرغم من الاحكام المباشرة والاتهامات اللاذعة ناحية الرئيس الامريكي المنتهية صلاحيته دونالد ترامب حول اغتياله للقائد قاسم سليماني إلا أن غابريال سوما عضو المجلس الاستشاري للرئيس دونالد ترامب علق اليوم الاحد عن إمكانية محاكمة ترامب بجريمة إغتيال اللواء قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس، في حوار مع وكالة المعلومة العراقية: إن ترامب له حصانة قانونية ولا يمكن محاكمته مشيرا إلى أن القضاء الأمريكي نفسه لا يستطيع محاكمة ترامب. على حسب تصريحات كلا الطرفين فالجميع ينتظر في الذريعة التي تخوله لشن الحرب على الطرف الآخر، أو حتى إشعال فتيل الحرب ! من البديهي أن الرئيس ترامب ليس من الذين ينتظرون الذريعة لشن الحرب على الاطلاق ! لكن الأكيد أن كلا الطرفين يتشاركون في نفس المسلك لعملية التأهب، فالقواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، تشهد عمليات تأهب قصوى تحسبا لأي هجوم مرتقب في المنطقة وهكذا الأمر بالنسبة لإيران، فهي الاخرى تشهد قواعدها حالة إستنفار كبرى! 

  نقلا عن ما تم تداوله من مراكز الأبحاث العسكرية، و ما يصدر عن الباحثين والخبراء العسكريين، فإن أي عدوان ضد إيران سيواجه ردًا قويا، و عنيف من المنشئات والقواعد العسكرية الايرانية خاصة منشأة فوردو النووية الايرانية الموجودة في أعماق أحد الجبال الشاهقة قرب محافظة قم، يوجد في عمقها غالبية أجهزة التخصيب النووي الأحدث وبالتالي سيكون من الصعب تدميرها ! خاصة بعد قرار وزير الدفاع الأمريكي بالنيابة كريستوفر ميلر بسحب حاملة الطائرات USS Nimitz  ( من أضخم السفن الحربية في العالم ورائدة حاملات الطائرات  فئة نيمتز) برر مسؤول في البينتاغون عن القرار قائلا :” إن العملية جاءت في إطار توجيه رسالة تطمين إلى إيران بعدم إتجاه مسار التصعيد معها للمزيد من التوتر. لكن نظريات المحللين العسكريين أخذت منحنى آخر بعيدا عن تصريح المسؤول قائلين أن القيادة العسكرية الإيرانية بصواريخها الدقيقة والمتقدمة قادرة على تدمير حاملة الطائرات بالكامل في غضون ساعات فقط ! لحد الساعة الكثير رجح أن إيران ستكون البادئة في شن شرارة الحرب خصوصا بعدما توعد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير الحاتمي بالانتقام لسليماني لكن إيران ليست بالمتهورة و من الأكيد أنه لا يوجد رد عشوائي من قبل القيادة الأمنية الإيرانية خاصة بعدما نقلته جريدة نيويورك تايمز ، أن إيران قامت بإبلاغ وكالة الطاقة الدولية النووية في فيينا بعزمها على زيادة معدلات تخصيب اليورانيوم إلى 20 % ، وهاته الخطوة قد تُخول للسلطة الأمريكية إتخاذها للموقف كذريعة ليلجأ إليها ترامب لشن الهجمات عليها ! 

  من دون شك أننا نشهد في بداية سنة 2021 أجواء حرب بداية مع تجاوزات فيروس كورونا وأزمات التطبيع مع الكيان الصهيوني وصولا إلى تفاقم شرارة الحرب العالمية الثالثة بين إيران والولايات المتحدة الامريكية .

التعليقات مغلقة.