الربو عند الأطفال
إعداد المرحوم د. مبارك أجروض
تتهيج الرئتان والمجرى الهوائي بسهولة، في حالة الربو في فترة الطفولة، عند التعرض لمحفِّزات محدَّدة، مثل استنشاق حبوب اللقاح أو الإصابة بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، يمكن أن يسبب الربو في فترة الطفولة بعض الأعراض اليومية المرهِقة التي تعيق اللعب والرياضة والذهاب للمدرسة والنوم، كما يمكن أن يسبِّب عدم علاج الربو تعرُّضَ بعض الأطفال لنوبات ربو خطيرة.
لا يختلف الربو في فترة الطفولة عن الربو لدى البالغين، إلا أن الأطفال يواجهون تحديات مختلفة، هذه الحالة المرضية هي أحد الأسباب المؤدية إلى زيارة قسم الطوارئ والاحتجاز في المستشفى والتغيب عن المدرسة.
كل هذا يعرقل حياة الطفل الدراسية وأنشطته اليومية المختلفة. لكن، لحسن الحظ، يبقى بالإمكان السيطرة عليه باتباع خطة للتعامل معه والتزام علاجاته وتوصيات الطبيب، على الرغم من أنه لا يمكن علاج الربو في فترة الطفولة، وقد تستمر الأعراض حتى مرحلة البلوغ، ولكن مع العلاج الصحيح، يمكنك أنت وطفلك السيطرة على الأعراض ومنع حدوث تلف الرئتين أثناء نموهما.
مرض الربو
الربو مرض التهابي طويل الأمد يصيب الشعب الهوائية في الرئتين، ويتميز بأعراض متغيرة ومتكررة، وإعاقة تدفق الهواء العكسي، والتشنج القصبي الذي يجري تحريضه بسهولة.
وتشمل الأعراض نوبات من الصفير والسعال وضيق الصدر وضيق التنفس. وقد يحدث هذا عدة مرات في اليوم أو عدة مرات في الأسبوع.
أعراض الربو لدى الأطفال بأعمار بين 5 و11 سنة
تشمل العلامات والأعراض الشائعة للربو لدى الأطفال بأعمار بين 5 و11 سنة السعال، وخاصة بالليل، الأزيز، صعوبة التنفس، ألم أو ضيق في الصدر، أو عدم ارتياح فيه وتجنب الرياضة والنشاط البدني أو فقد الاهتمام بممارستهما.
متى يجب الاتصال بالطوارئ في حالات الربو عند الأطفال؟
يصبح من الضروري الاتصال بالطوارئ في حالات الربو عند الأطفال عند حصول صعوبة بالغة في التنفس، سعال متواصل أو أزيز، عدم التحسن حتى بعد استخدام بخاخات الإغاثة السريعة، مثل ألبوتيرول، الميل إلى الأمام في أثناء الجلوس للتمكن من التنفس، عدم القدرة على التحدث دون لهاث ووصول قراءات Jauge de soufflage d’air maximum vers la zone rouge.
الاختبارات المستخدمة لتشخيص الربو لدى الأطفال بعمر 5 سنوات وأكثر
بالنسبة إلى الأطفال بعمر 5 سنوات وأكثر، يمكن الأطباء تشخيص الربو ومتابعته باستخدام الاختبارات نفسها المستخدمة مع البالغين، وهذه الاختبارات تقيس مقدار الهواء الذي يستطيع الطفل إخراجه بسرعة، وهو مؤشر على مدى الكفاءة الوظيفية للرئتين.
وقد يتمكن طبيب الطفل من فحص وجود التهاب في الممرات الهوائية لطفلك، باستخدام اختبار يقيس مستويات غاز أكسيد النيتريك في النفس. وعامة، يعني ارتفاع مستوى أكسيد النيتريك أن رئتي الطفل لا تعملان كما ينبغي، وأن الربو الذي يعاني منه خارج عن السيطرة.
كما يُستخدَم مقياس القوة القصوى لنفخ الهواء، لقياس مدى كفاءة عمل الرئتين، ويقيس هذا الجهاز مقدار الهواء الذي يستطيع طفلك إخراجه بسرعة. وتشير القراءة المنخفضة إلى تفاقم حالة الربو.
علاج الربو لدى الأطفال بعمر 5 سنوات وأكثر
هناك عدة أنواع من أدوية الربو، وهي:
ـ أدوية السيطرة طويلة الأمد Médicaments de contrôle à long terme
تُعرف باسم الأدوية الوقائية طويلة الأمد، وهي أدوية تُتناوَل يومياً، على أساس كونها طويلة الأمد للسيطرة على حالة الربو المستمرة، وقد تُستخدم هذه الأدوية على أساس موسمي إذا كانت أعراض الربو لدى الطفل تزداد تفاقماً خلال أوقات معينة من العام. وتشمل أنواع أدوية السيطرة على الربو طويلة الأمد ما يأتي:
ـ الكورتيكوستيرويدات المستنشقة Corticoïdes inhalés:
مثل fluticasone (Flovent HFA) و budésonide (Pulmicourt Flex Heller)، وbéclométhasone (kivar)، وciclésonide (Alvesco)، و mométasone (Asmaniques).
ـ معدلات الليكوترينات Niveaux de leucotriènes:
مثل Montélukast (singulière) وzafirlukast (acolyte) وziloton (Zyflo). لكن في حالات نادرة، ربط الأطباء بينها وبين ردود فعل نفسية، مثل الاهتياج والعدوان والتفكير الانتحاري، لذا، يجب طلب المشورة الطبية فوراً إذا صدرت عن الطفل أي استجابة نفسية غير معتادة.
ـ البخاخات التوليفية Nébuliseurs combinés:
وتحتوي هذه الأدوية على corticoïdes inhalés، بالإضافة إلى Bêta-agonistes à longue durée d’action (LABA)، وهي تتضمن combinaisons de médicaments مثل fluticasone وsalmétérol (Advair)، وBudésonide-Formotérol (Symbicort)، وmométasone وformotérol (dolira).
ـ الثيوفيللين Théophylline:
لكن، لا يُستخدم دواء Théophylline (Théochron) الآن بقدر استخدامه في السنوات الماضية.
ـ أدوية التخفيف السريع (أدوية الإنقاذ) Médicaments à soulagement rapide
توفر هذه الأدوية (المسماة Bronchodilatateurs à courte durée d’action) الإغاثة الفورية من أعراض الربو، ويستمر المفعول من أربع إلى ست ساعات، ويعد L’albutérol est un bronchodilatateur à courte durée d’action الأكثر شيوعاً في الاستخدام للربو، ومن بين الأدوية الأخرى الموسعة للشعب الهوائية كل من pirbutérol وlévalbutérol.
وعلى الرغم من المفعول السريع لهذه الأدوية، إلا أنها لا تستطيع وقاية الطفل من معاودة الأعراض، فإذا كان الطفل يعاني من أعراض متكررة أو حادة، سيحتاج إلى تناول أدوية السيطرة طويلة الأمد، مثل corticoïdes inhalés.
ـ العلاج المناعي للربو أو حقن إزالة التحسس Injections d’immunothérapie ou de désensibilisation de l’asthme
إذا كان الطفل يعاني من asthme allergique الذي تصعب السيطرة عليه، فقد يوصى بإخضاع الطفل tests cutanés pour déterminer أي من مثيرات الحساسية التي يمكن أن تحفز أعراض الربو.
وبمجرد تحديد محفزات الربو لدى الطفل، سيحصل على سلسلة من حقن الحساسية التي تحتوي على جرعات صغيرة من مثيرات الحساسية، ومن المحتمل أن يحتاج الطفل لأخذ عدد من الحقن مرة واحدة أسبوعياً لبضعة أشهر، ثم مرة واحدة شهرياً لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، ومن المفترض أن تتلاشى ردود الفعل التحسسية وأعراض الربو لدى الطفل تدريجاً.
كيفية إعطاء علاج الربو للطفل
يُعطى الطفل معظم أدوية الربو باستخدام جهاز يسمح للطفل باستنشاق الدواء إلى الرئتين مباشرة، مثل أجهزة الاستنشاق بالجرعات المحددة، أجهزة استنشاق المساحيق الجافة، ويتطلب هذا الجهاز استنشاقاً عميقاً وسريعاً للحصول على الجرعة الكاملة من الدواء وجهاز الرذاذ، الذي يحول الأدوية إلى رذاذ رقيق يستنشقه الطفل من خلال قناع وجه، ويمكن هذا الجهاز أن يوصل جرعات كبيرة من الدواء إلى داخل الرئة، مقارنةً بأجهزة الاستنشاق، وغالباً ما يحتاج الأطفال الصغار لاستخدام جهاز الرذاذ، نظراً لصعوبة أو استحالة استخدامهم لأجهزة الاستنشاق الأخرى.
أهمية عمل خطة للسيطرة على الربو
إن التعرف بالضبط إلى الخطوات الواجب اتباعها يومياً وأسبوعياً وشهرياً وسنوياً، يُعَدّ جزءً مهماً من التعامل مع الربو لدى الطفل، وتُعَد خطة العمل المكتوبة للتعامل مع الربو أداة مهمة تساعدك على تبُّع عدد مرات نوبات احتدام الربو (تفاقم المرض) لدى الطفل، الحكم على كفاءة الأدوية في السيطرة على الأعراض، ملاحظة أي آثار جانبية للدواء، التحقق من مدى كفاءة عمل رئتي الطفل مع مقياس القدرة القصوى لنفخ الهواء، قياس مدى تأثير أعراض الطفل بأداء الأنشطة اليومية كاللعب والنوم والرياضة، تعديل الأدوية عند تفاقم الأعراض ومعرفة الوقت المناسب لزيارة الطبيب أو طلب رعاية طارئة.
وتستخدم العديد من خطط التعامل مع الربو نظام إشارة التوقف المنقسمة إلى ثلاث مناطق مميزة بالألوان، الأخضر والأصفر والأحمر، وتتوافق هذه المناطق مع الأعراض التي تتحقق السيطرة عليها جيداً والأعراض التي تتحقق السيطرة عليها نوعاً ما والأعراض التي تتحقق السيطرة عليها بنحو ضعيف، وهذا يجعل تتبع الربو لدى الطفل أسهل.
تجنب محفزات الربو
ويُعَد اتخاذ خطوات لمساعدة الطفل على تجنب محفزات الربو، جزءاً ضرورياً من خطة السيطرة على الربو، وتختلف محفزات الربو من طفل إلى آخر، لذا تعاون مع الطبيب لتحديد المحفزات والخطوات التي يمكنك اتخاذها لمساعدة الطفل على تجنبها، وتتضمن المحفزات الشائعة للربو نزلات البرد وحالات عدوى الجهاز التنفسي الأخرى، مثيرات الحساسية مثل عثة الغبار أو حبوب اللقاح، وبر الحيوانات الأليفة، ممارسة الرياضة، الطقس البارد، دخان السجائر والمهيجات الأخرى في الجو والحرقة الشديدة في فم المعدة (la maladie de reflux gastro-oesophagien).
التعليقات مغلقة.