تعمدت في هذا الموضوع إلى التطرق لمفهوم الرجولة في المجتمع العربي ككل و المغربي بشكل خاص، فالرجولة كما يعلم الجميع كلمة صغيرة في حروفها و شامخة في معانيها لأنها ترتبط بكيان الرجل العربي الأصيل المشبع بالثقافة و الكرامة وإثبات الذات و الاعتزاز بتاريخ و مجد أسلافنا الميامين، و هذا للأسف ما يتنافى مع زماننا المعاصر الملوث بالأنوثة في باطنه و مظهره مما ينعكس بشكل ملفت على تكوينات المجتمع الرجولي و نعته بالمجتمع الذكوري، الذي تتفشى فيه كل مظاهر الانحطاط و التخلف و المرجعية الفكرية و الانفصال عن الذات و مجد تاريخ أمتنا العريقة التي ضحت بالغالي و النفيس من أجل إثبات كلمة الرجولة.
أفلا يحق لنا إذن يا معشر الشباب أن نصون هذه الشعلة المتجدرة و المتأصلة في الكيان الإنساني و الموروث العربي الخام و تجنب كل ما يهدم العروبة و الأصالة و التراث و الانسلاخ عن الماضي العريق بدعوى التحرر و التقدم عن المرجعية الفكرية القديمة متجاهلين بذالك أن هذه المرجعية هي التي قادت العالم ككل إلى تحقيق النماء الاقتصادي و الاجتماعي، فالميول إلى الانحلال الخلقي يتولد عنه تكوين شخصية متدبدبة، تؤمن بما هو دخيل عنها بشكل سلبي و يطمس هويتها فعلينا إذن نحن الأباء أن نلقن لأبنائنا المفهوم الصحيح للرجولة المتمثلة في الجد و المثابرة و الكفاح بدل التباهي بالسجائر و شرب الخمر و ارتداء ملابس مبعثرة لكي نحافظ على سير مركبة التقدم إلى المستقبل الزاهر.
فمهما كتب في هذا الموضوع فلن نوفي له حقه و لكنني تعمدت التذكير لما آله إليه حال شبابنا الذي يعول عليه من أجل رفع مشعل الاستمرارية فلا تقدم بدون حفاظ على تراثنا و عاداتنا و ديننا ، فهذه هي المرجعية التاريخية لكي لا أطيل عليكم يا معشر القراء سوفي أنهي كلامي بطرح سؤال صريح هل تحنون إلى الماضي؟ و لماذا؟
التعليقات مغلقة.