عرفت دراسة أجريت بالتعاون مع كلية الجراحين الملكية البريطانية، وجامعة أوكسفورد وكلية طب هارفرد أن حليب الأم من شأنه حماية الأطفال المبتسرين، المولودين مبكرًا، من خطر يهدّد حياتهم، وهو تلف القلب.
وحسبما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يوضح الباحثون أن الأطفال المبتسرين الذين يولدون مبكرًا، قبل الأسبوع الـ 37، تكون قلوبهم أضعف نتيجة صِغر ما يدعى بحجيرات القلب، مما يؤدي إلى ضعف ضخّ الدم.
في هذا الاطار، كشف الباحثون أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل المبتسر من خطر الإصابة بتلف القلب، أكثر من إطعامه تركيبات الحليب الاصطناعية.
وفحص الباحثون حالات 30 شخصًا بالغًا ولدوا مبكرًا، واعتمدوا في صغرهم على الرضاعة الطبيعية، وقارنوا بينهم وبين بيانات 16 آخرين ولدوا مبكرًا أيضًا، ولكن اعتمدوا على تركيبات الحليب الاصطناعية، وليس حليب الأم.
ومع تحليل بيانات المشاركين وهم في سن 23 و28 عامًا، أظهرت فحوصات القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى فحوصات الرنين المغناطيسي، أن أولئك الذين اعتمدوا على التركيبات الاصطناعية، كانت حجيرات القلب لديهم أصغر من المعتاد.
وذلك مقارنة بأولئك الذين كان اعتمادهم على الرضاعة الطبيعية، حيث لم تكن حجيرات القلب صغيرة وضعيفة.
وبالإضافة إلى صغر حجيرات القلب، لوحظ في تلك المجموعة، زيادة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وزيادة غير طبيعية في كتلة عضلة القلب.
وفي حين أن الخبراء ما يزالون يبحثون في تفاصيل العلاقة بين حليب الأم والحماية من تلك الحالة، إلا أن الباحثين يشيدون بنتيجة الدراسة، والتي تشير إلى أن لحليب الأم تأثيرًا وقائيًا على هيكل القلب نفسه.
كما أشار الباحثون إلى أن تعزيز حليب الأم لصحة القلب، قد يكمن في ثرائه بالأجسام المضادة التي تنتقل من الأم إلى الطفل، مما يعزز الجهاز المناعي الذي يكون ضعيفًا لدى الطفل المبتسر.
بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون إن حليب الأم يحتوي على مستويات عالية من عوامل النمو والانزيمات والأجسام المضادة والخلايا الجذعية، ما يساعد في نمو القلب، وهذه المكونات لا تتوفر في تركيبات الحليب الاصطناعية.
كما يتميز حليب الأم بأنه يحتوي على عوامل النمو، ويساعد في تنظيم الهرمونات وتقوية جهاز المناعة لدى الرضيع، ممّا يقلل الإصابة بالالتهاب.
وقال البروفيسور “عفيف الخفاش”، رئيس الدراسة: “لقد أصبح واضحًا للغاية أن للولادة المبكرة آثار سلبية على المدى الطويل على صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تأثيرات أخرى على الجسم. ودراستنا تتيح الفرصة لتطوير علاجات أفضل”.
التعليقات مغلقة.