تعتبر الروائية الكورية الجنوبية هان كانغ من أبرز الكاتبات في الأدب المعاصر، وقد أحدث فوزها بجائزة نوبل للأدب تحولاً جذرياً في مسيرتها الأدبية. جاء هذا الإعلان خلال عشاء كانت تجمعها مع ابنها في منزلها بسيول، حيث تلقت اتصالاً هاتفياً من ممثلة مؤسسة نوبل، يفيد بفوزها بأعلى تقدير أدبي عالمي. استقبلت هان كانغ الخبر بدهشة وفخر، مدركة أن حياتها ستتغير بشكل ملحوظ بعد هذا الحدث.
رغم الشهرة العالمية التي اكتسبتها، ظلت هان كانغ محافظة على نقاء شخصيتها المبدئية. فقد اختارت عدم الاحتفال بفوزها، معتبرة أن الظروف العالمية، ولا سيما النزاعات في غزة ولبنان، تستدعي الحزن والتأمل بدلاً من الفرح. نقل والدها، الروائي هان سيونغ وون، عنها قولها: “في ظل الحروب وسفك الدماء، لا يمكننا الاحتفال”، مؤكدة أن الجائزة لم تُمنح لها للاستمتاع فحسب، بل للحفاظ على صفاء ذهني.
شكل فوز هان كانغ بجائزة نوبل حدثاً مهماً في عالم الأدب، حيث ازداد الإقبال على كتبها بشكل ملحوظ، وزادت مبيعاتها بصورة كبيرة في كوريا الجنوبية. ولحسن حظ القراء العرب، كانت أربع من رواياتها قد تُرجمت إلى العربية بالفعل، ما يتيح لهم فرصة استكشاف أعمالها الإبداعية، لاسيما “النباتية” و”الكتاب الأبيض”.
تعد هذه الجائزة تتويجاً لموقفها الأدبي والإنساني، كونها المرأة الآسيوية الأولى التي تنال جائزة نوبل في الأدب، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في سياسة الجوائز تجاه النصف الآخر من البشرية. من الجدير بالذكر أن لجنة التحكيم التي منحتها الجائزة ضمت عدداً متساوياً من الرجال والنساء، مما يعكس الاتجاه الحديث نحو تمثيل أكثر عدالة وتوازن.
نشأت هان كانغ في بيئة أدبية غنية، حيث لعبت انتفاضة غوانغجو عام 1980 دوراً محورياً في تشكيل وعيها الأدبي والإنساني. تأثرت في شبابها بالأدب الروسي واللاتيني، وبدأت مسيرتها كشاعرة. وانتشرت أعمالها عالمياً بفضل الترجمات إلى لغات مختلفة، خاصة بعد فوزها بجائزة المان بوكر عن روايتها “النباتية” التي حققت لها شهرة واسعة.
تتميز كتاباتها بالعمق الإنساني والانخراط في القضايا الاجتماعية والإنسانية، مستلهمةً التجارب التاريخية لكوريا الجنوبية. تجمع رواياتها بين السرد الشعري والتحليل الفلسفي للقيمة الإنسانية والحياة. هان كانغ تواصل مسيرتها لتساهم في إثراء الأدب العالمي بروايات تمزج بين الخيال والواقع بأسلوب فريد ومؤثر.
التعليقات مغلقة.