أكدت الخارجية السعودية، أمس السبت، عبر بيان صادر عنها، على أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.
واوضح البيان، أنه وخلال اجتماع الوزراء تم التداول والتشاور حول الجهود المبذولة، لضمان التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.
واضاف، لقد اتفق الوزراء على أهمية حل الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية، قد أقفلت سفاراتها، وسحبت سفراءها من سوريا، ارتباطا بالوضع السوري عام 2011، كانت السعودية وغيرها من الدول العربية داعمة لفصائل المعارضة السورية.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا لديها في شهر نونبر 2011.
لكن وخلال السنتين الاخيرتين تتالت مؤشرات التقارب بين “دمشق” وعدة عواصم عربية، ضمنها “أبوظبي” التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع “دمشق”، و”الرياض” التي أجرت محادثات مع “سوريا” حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
وللإشارة فقد انعقد في “جدة” السعودية اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي عرف مشاركة كل من “مصر”، العراق و”الأردن” للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، قبل نحو شهر من انعقاد قمة عربية في السعودية.
ولم يفصح المسؤولون السعوديون عن أي معلومات تتعلق بالاجتماع، باستثناء وصول وزراء خارجية وممثلي الدول المشاركة الواحد تلو الآخر إلى جدة على البحر الأحمر.
وكانت استقبلت السعودية قد استقبلت ،الأربعاء الماضي، وزير خارجية سوريا، ” فيصل المقداد”، للمرة الأولى منذ بداية النزاع في هذا البلد العربي.
في الوقت ذاته، كان وفد إيراني موجود أيضًا في المملكة للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية.
وقالت الخارجية السعودية في بيان سابق، إن وزير الخارجية السعودي” الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله” ونظيره السوري ناقشا، الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
قطر تبدي تحفظها وتقول إن عودة سوريا للجامعة سابقة لأوانها
في سياق الملف، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، “ماجد الأنصاري”، يومه الثلاثاء الماضي،إن تغير موقف قطر من سوريا “رهين بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري”.
وفي هذا الشأن قال رئيس الوزراء القطري، “الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، خلال مقابلة تلفزيونية، إن الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية “تكهنات”، مشددًا على أن أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة إلى الدوحة.
سكان “إدلب” يعتبرون الموقف السعودي “خيانة”
نقل سكان في “إدلب” الواقعة شمال سوريا، والخارجة عن سيطرة الدولة السورية، خيبة أملهم إزاء المسعى السعودي، وعن إحساسهم بـما أسموه “خيانة”.
وكانت دول خليجية عدة، أبرزها السعودية والإمارات وقطر، قد قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا سخيا لفصائل المعارضة السورية قبل أن يتراجع الدعم تدريجًا خلال السنوات الماضية.
واستضافت “الدوحة” خلال شهر فبراير 2022، ندوة تهدف إلى “النهوض بأداء المعارضة” السورية في مواجهة استعادة النظام السوري، خلال السنوات الأخيرة، بعضًا من موقعه الدبلوماسي، وسيطرته عسكريًا على معظم أنحاء البلاد.
حراك إقليمي
يصعب فصل الجهود الدبلوماسية اتجاه سوريا عن التقارب الحاصل بين “طهران” و”الرياض”، اللتين أعلنتا، في عاشر مارس الماضي، التوصل إلى اتفاق بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية “السعودية” في “إيران” على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي “نمر النمر” في السعودية.
قبل زيارة وفد إيراني للسعودية هذا الأسبوع، وزيارة وفد سعودي، السبت الفارط، “طهران” لمناقشة آليات إعادة فتح بعثات المملكة الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية.
وكان الخلاف السعودي الإيراني قد توسع في مجموعة من قضايا المنطقة، ضمنها الملف السوري، اللبناني، والحرب في اليمن.
إذ تقود السعودية منذ عام 2015، تحالفًا عسكريًا يدعم الحكومة اليمنية، في حين تدعم إيران الحوثيين الذين دخلوا العاصمة صنعاء عام 2014.
وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، وإلى اعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير” محمد آل جابر”، محادثات نادرة مع الحوثيين في “صنعاء”، هذا الأسبوع، سعيًا للتوصل إلى هدنة في النزاع اليمني الدائر منذ تسع سنوات.
وبدأت، يوم الجمعة المنصرم، عملية تبادل مئات السجناء بين طرفَي النزاع تشمل أسرى سعوديين، فأفرج الجانبان عن 318 سجينًا على أن تستمر عملية التبادل حتى يومه الأحد لتشمل نحو 900 سجين.
التعليقات مغلقة.