أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

السلالة الجديدة من coronavirus..

إعداد د. مبارك أجروض

يشعر الباحثون بالقلق من أن Mutations de coronavirus قد تجعل من الصعب على الجهاز المناعي التعرف إلى الفيروس بسرعة وإيقافه، فمع استمرار جهود العالم في حملات التطعيم للسيطرة على جائحة Covid-19، ظهرت معطيات عن Nouvelles souches du virus، لقد بدأت وسائل الإعلام في الحديث عن سلالة جديدة من SARS-CoV-2، وهي السلالة التي تم الإعلان عن ظهورها في بريطانيا.

إن ظهور هذه السلالة أثار تساؤلات عن احتمال حدوث تحول كبير في الفيروس قد يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر حدة أو تقلل من فاعلية اللقاحات (,,Pfizer, Sinopharm, Moderna et AstraZeneca) التي ظهرت أخيرا وأصبحت تشكل أملا متزايدا في إيقاف انتشار الفيروس، الذي تجاوز عدد المصابين به حول العالم خمسة وسبعين مليونا وتسبب في وفاة أكثر من مليون ونصف شخص، وهذه محاولة للإجابة عن أهم الأسئلة المتعلقة بالسلالة الجديدة من coronavirus، وهل هي بالفعل أكثر خطورة ؟

* السلالة الجديدة من SARS-CoV-2 ؟

تمت تسمية السلالة الجديدة باسمVUI-202012/01 ، وهو اختصار لعبارة “أول سلالة فيروسية قيد البحث في دجنبر 2020″، وتتميز هذه السلالة بوجود 17 تغييرا أو طفرة، أهمها هي الطفرة التي حدثت في “Protéine d’épine” الذي يستخدمه الفيروس للارتباط بالخلية البشرية (حيث يرتبط بالمستقبل المسمىenzyme de conversion de l’angiotensine 2 ECA2)  على سطح الخلية). يعتقد أن هذه التغيرات تؤدي إلى زيادة قدرة الفيروس على العدوى والانتشار بين البشر.

* كيف تم التعرف على وجود هذه السلالة ؟

تم التعرف عليها من خلال وحدة الجينوم الخاصة بمرض Covid-19 بالمملكة المتحدة، والتي تقوم بقراءة حروف الجينات الخاصة بالفيروس من عينات عشوائية يتم جمعها من المرضى المصابين في أنحاء البلاد.

* ما مدى انتشار هذه السلالة ؟

اكتشفت الحالة الأولى من هذه السلالة في شتنبر الماضي. وقد ظهرت الحالات بشكل أساسي في جنوب شرقي إنكلترا، لكنها تواجدت أيضا في اسكتلندا وويلز. وتم التعرف على 1108 حالات مصابة بهذه السلالة حتى 13 دجنبر 2020، لكن يعتقد أن العدد الحقيقي للحالات قد يكون أعلى بكثير. ويعتقد الباحثون أيضا أن هذه السلالة قد تطورت داخل المملكة المتحدة ولم تأتِ من الخارج.

* هل تنتشر هذه السلالة بالفعل بشكل أسرع ؟

النتائج المبدئية تشير بالفعل إلى أن ظهور هذه السلالة الجديدة قد ارتبط بزيادة عدد الحالات في جنوب شرقي المملكة المتحدة. لكن من المهم أن نشير إلى أنها ليست بالضرورة السبب في هذه الزيادة، وهو ما يتطلب مزيدا من الأبحاث حول هذه النقطة.

* هل كان حدوث هذه الطفرة متوقعاً ؟

تتكون المادة الوراثية لSARS-CoV-2 من L’acide ribonucléique أو ما يعرف اختصارا بARN (وهو يختلف عن المادة الوراثية الخاصة بنا نحن البشر، والتي تتكون من Acide désoxyribonucléique أو ADN).

وعلى عكس الـ ADNالذي يتميز بقدر كبير من الثبات وقلة حدوث الطفرات، فإن ARN تحدث فيه الطفرات كثيراً بشكل طبيعي. وقد تم رصد آلاف الطفرات منذ ظهور الفيروس (بينها 4000mutations dans le gène de la protéine d’épine)، لكن القليل منها قد يحدث تغييرا ملموسا في أداء الفيروس وقدرته على العدوى أو التسبب في زيادة شدة المرض ومضاعفاته.

* هل السلالة الجديدة أكثر خطورة ؟

الإجابة البسيطة هي أنه ما زال هذا غير معروف على وجه التحديد. قد تتسبب بعض الطفرات في حدوث زيادة في قدرة الفيروس على العدوى، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا يجعلها أكثر خطورة أو تأثيرا أو قدرة على إحداث المضاعفات.

فالسلالة السابقة من هذا الفيروس نفسه والتي تدعى D614G مثلا يعتقد أنها ترتبط بزيادة قدرة الفيروس على الانتشار والعدوى، حتى أنها صارت السلالة الأكثر انتشارا في المملكة المتحدة وأميركا.

لكن هذا لا يعني أنها تؤدي إلى أعراض أكثر حدة من غيرها. ما زالت الأبحاث جارية، لتحديد ما إذا كانت السلالة الجديدة ترتبط بحدوث حالات أكثر أو أقل خطورة من المرض.

* هل ما زالت اللقاحات مفيدة ؟

اللقاحات الثلاثة الجديدة تستهدف La protéine d’épine virale، تعمل هذه اللقاحات كما ذكرنا في مقال سابق على الدخول إلى الجسم وتحفيزه على إنتاج أجسام مضادة وL’immunocytes contre la protéine S (Protéine d’épine) لهذا الفيروس.

إذا أصيب الجسم بالفيروس الطبيعي فيما بعد، فستتعرف خلايا المناعة بسرعة على la protéine S الموجود على سطحه، وتقوم بمهاجمة الفيروس وتمنع حدوث المرض. تجدر الإشارة إلى أن بعض اللقاحات الأخرى (مثل اللقاح الصيني) تتسبب في إنتاج العديد من الأجسام المضادة ضد أجزاء متعددة من بروتينات الفيروس الأخرى، ولكن هذه اللقاحات الأخرى ما زالت غير جاهزة وتحت الاختبار.

على الرغم من أن السلالة الجديدة من SARS-CoV-2 التي نتحدث عنها تحتوي على طفرة في بروتين الشوكة، فهناك احتمال نظري محدود بأن يتسبب هذا التغيير في تقليل فاعلية اللقاحات. فحدوث تغير واحد في المورثة التي توجه صنع هذا البروتين قد لا يكون مؤثرا بشكل كبير على إنتاج الأجسام المضادة. ليس هناك دليل حتى الآن على تأثير الطفرة المذكورة على فعالية اللقاحات الموجودة حالياً.

لكن إذا تكونت طفرات عديدة وتراكمت، فقد يتسبب هذا في المستقبل بالفعل بتقليل هذه الفاعلية، فذلك هو ما يحدث مع Virus de la grippe saisonnière الذي تحدث فيه طفرات كثيرة كل عام. ونتيجة لهذه التغييرات، يجب عمل لقاحات الإنفلونزا ضد السلالات الأكثر انتشارا كل سنة.

ولحسن الحظ، لا تحدث الطفرات فيSARS-CoV-2  بنفس سرعة حدوثها في الإنفلونزا الموسمية. لذا يمكن تعديل اللقاحات الفعالة ضدSARS-CoV-2  بشكل سهل نسبيا إذا استدعى الأمر ذلك.

وإذا تبين أن اللقاحات لا تؤدي إلى حماية كافية من الفيروس، أو إذا أصيب من أخذوا اللقاح بعدوى متكررة، فقد يستدعي هذا مزيدا من الأبحاث لفهم هذا التغيير والتعامل معه.

التعليقات مغلقة.